في دورة استثنائية وُصفت بـ”الجريئة والمقاومة والمتحدّية للظرف العالمي الراهن”، اختتمت مؤخرًا فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان العودة السينمائي الدولي، وقد كانت السينما التونسية واحدة من أبرز الفائزين خلال هذه التظاهرة الثقافية التي تزامنت مع ظروف حرجة تشهدها الأراضي الفلسطينية.
وحصد الفيلم التونسي السويسري المشترك “آمنة” للمخرج بوسلامة الشماخ جائزة مفتاح العودة لأفضل فيلم روائي، في تتويج يؤكد نضج السينما التونسية وقدرتها على ملامسة قضايا إنسانية بعمق وجرأة.
من جهته، فاز الممثل والمخرج التونسي المولدي خليفي بجائزة مفتاح العودة لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “البوسير”، وذلك مناصفةً مع الممثل العراقي أسعد عبد المجيد عن فيلم “ترانزيت”، في دلالة على تلاقي التجارب السينمائية العربية في التعبير عن قضايا الإنسان.
كما كانت جائزة أفضل تصوير سينمائي من نصيب فيلم “الباص” للمخرج التونسي مالك المجدوب، بينما تُوّجت الطفلة شذى الجملي بجائزة أفضل تمثيل طفلة عن دورها المؤثر في فيلم “قبل سقوط الثلج” للمخرج قصي العامري.
واستقبلت هذه الدورة من المهرجان 333 فيلمًا من 43 دولة، رغم الظروف السياسية والإنسانية العصيبة التي تعيشها فلسطين. وقد أقيمت العروض والأنشطة في عدد من الدول العربية والأجنبية، بإشراف ملتقى الفيلم الفلسطيني، بالتعاون مع قناة طلائع فلسطين، وحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في شفيلد، وبرعاية وزارة الثقافة الفلسطينية، في مقر مركز التضامن الإعلامي بدير البلح.
ويُعد مهرجان “العودة السينمائي الدولي” من أبرز الفعاليات التي تدمج الفن السابع بالقضية الفلسطينية، جامعًا أصواتًا من مختلف أنحاء العالم في رسالة تضامن، مقاومة، وإنسانية.