على مسرح قرطاج.. آدم يكتب قصة نجاح جديدة بأداء استثنائي و حضور مميز

سجّل الفنان اللبناني آدم أولى مشاركاته في مهرجان قرطاج الدولي ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين، ليلة 18 أوت الحالي، وسط حضور جماهيري كثيف غصّت به مدارج المسرح الروماني منذ الساعات الأولى للمساء.

 

منذ اللحظة الأولى، بدا أن آدم جاء محمّلا بالشغف والامتنان، إذ أطلّ على ركح قرطاج متوشحا بالعلم التونسي، في مشهد لاقى تفاعلا واسعا من الجمهور الذي استقبله بتصفيق حار. عبّر الفنان عن مشاعره قائلا: “اليوم هو أهم يوم في حياتي، لأنني موجود على مسرح قرطاج… سعيد جدا بوجودي في تونس، وجمهورها الفنان والسميع.”

 

كلمات جاءت من القلب، اختصرت حجم الحلم الذي تحقق أخيرا بالنسبة لصاحب الصوت العاطفي، الذي لطالما انتظر لحظة الوقوف أمام جمهور قرطاج العريق.

 

افتتح آدم السهرة بأغنيته “نحنا سوا”، التي ردّد الحاضرون كلماتها بحماس، قبل أن ينتقل إلى واحدة من أشهر أغنياته “كيفك إنت”، مقدّما أداء عاطفيا بصوته الرومانسي وإحساسه المرهف.

 

وسرعان ما تنقّل بين أبرز محطاته الغنائية، فأدى باقة من أعماله القديمة والجديدة مثل “في حدا”، “أول حبيب”، “على بالي”، “خلص الدمع”، “حدا عارف”، و”الحرام”، واختتم بأغنيته الجديدة “آه يا حلو”، التي حقّقت أكثر من 20 مليون مشاهدة على المنصات الموسيقية، وأشعلت المدرجات بتفاعل جماهيري لافت.

 

أدّى آدم جزءً من أغنية “ألو ألو” للفنان التونسي بلطي، موجّها له التحية، ومشيرا إلى أن حضوره كان مقرّرا لولا ظروفه الصحية التي حالت دون ذلك.

 

ولم تخلُ السهرة من نفحات طربية أصيلة، إذ خصّص الفنان جزءً من الحفل لتكريم عمالقة الطرب العربي. فأدى بإحساس عالٍ “حلف القمر” لسلطان الطرب جورج وسوف، واستعاد روح الزمن الجميل بأداء أغنية ميادة الحناوي “أنا بعشقك”.

 

كما غنّى آدم للفنانة الراحلة وردة الجزائرية “أكذب عليك”. أما اللحظة الأشد تأثيرا، فكانت عندما غنّى “الأسامي” للراحلة ذكرى، فتوقّف ليرحم على روحها وسط تصفيق حار من الجمهور التونسي الذي لا يزال يحمل لها مكانة خاصة في قلبه.

 

الحفل الذي امتد حوالي ساعتين، لم يكن مجرد عرض غنائي، بل كان حالة وجدانية مشتركة بين الفنان وجمهوره. لم يهدأ التفاعل الجماهيري طوال السهرة، إذ غنّى الجمهور مع آدم، وصفّق بحرارة، وشارك لحظات من الحب الصادق.

 

وفي ختام السهرة، وبين تصفيق الحاضرين وامتنانهم، ركع آدم أمام جمهور قرطاج في مشهد مؤثر، عاكسا احترامه الكبير لهذه اللحظة التي وصفها بـ”التاريخية” في مسيرته الفنية، مؤكدًا أن الليلة كانت بداية لعلاقة استثنائية مع الجمهور التونسي.

 

ليلة 18 أوت لم تكن فقط موعدا فنيا، بل كانت لحظة اعتراف متبادل بين فنان أحب تونس، وجمهور احتفى به بكل ما يملك من إحساس وذائقة.

آدم نجح في اختباره الأول على ركح قرطاج، وترك انطباعا يصعب أن يُنسى، واضعا بصمته في سجل هذا المهرجان.

ريم حمزة

Related posts

معرض الشارقة الدولي للكتاب: مشاركة 2522 ناشرا من 112 بلدا منها تونس

قبل الأولى

كاظم الساهر يطرح أغنية ” Hold Your Fire” دعماً لفلـ.سطيـ.ـن

تفاعل كبير مع برمجة لطيفة العرفاوي في مهرجان قرطاج الدولي

root