شهد ركح المسرح الأثري بقرطاج مساء 6 سبتمبر 2025 سهرة استثنائية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 69 لانبعاث سلك الحرس الوطني، حيث أطلّ الفنان مرتضى الفتيتي في عرض فني مميّز نظم بالتعاون بين النادي الرياضي للحرس الوطني و”قروب بودينار” المعروف بدقته وحرفيته في إدارة الفعاليات الكبرى.
لم تكن السهرة مجرد حفل غنائي، بل مناسبة متكاملة تجمع بين الفن والثقافة والتنظيم المحترف، لتشكل نموذجًا حقيقيًا لتلاقي الإبداع الفني مع الالتزام الأمني.
قبل بداية الحفل تم عرض فيديو خاص بالنادي الرياضي للحرس الوطني مثمنا المجهودات التي تبذلها الإدارة العامة للحرس الوطني
منذ بداية السهرة، استقبل الجمهور الفنان بحرارة، وبدت أجواء المسرح نابضة بالحياة. الإضاءة المتقنة والصوت الواضح جعلا كل أغنية تصل إلى الجمهور بطريقة مريحة بينما أُقيم الحفل أمام شبابيك مغلقة نتيجة الإقبال الكبير، ما يعكس المكانة المتميزة التي يحظى بها مرتضى.
تفاعل الجمهور مع أغاني الفنان بشكل استثنائي، مرددًا الكلمات معه على غرار ” يا سيدي إنسى ” “أنا إلي بغيت ” كما أدى أغنية للعندليب الأسمر واغنية مغربية ” إذا دارولك باب حديد ” وهو ما خلق جواً احتفالياً متكاملاً.
وقال أحد الحاضرين: “هذه السهرة تجمع بين المتعة الفنية والتنظيم الدقيق، لم أشهد مثل هذا التوازن بين الأداء والجمهور من قبل.”
إضافةً إلى الأداء الغنائي، أضفت عروض الباليه الراقص لمسة جمالية راقية، حيث تناغمت حركات الراقصين مع الإيقاعات الموسيقية لتقدم تجربة بصرية وسمعية متكاملة، مؤكدين أن كل تفصيلة في السهرة كانت مدروسة بعناية لتثري تجربة الجمهور.
كان التنظيم عنصر نجاح محوري، إذ أبدع “ڨروب بودينار” والنادي الرياضي في إدارة جميع جوانب الفعالية، من استقبال الجمهور، وضبط الإضاءة والصوت، إلى تنسيق الفرق الفنية والأمنية، مما أعطى الحفل بعدًا احترافيًا جعل كل لحظة محسوبة بعناية. وقد شهدت السهرة حضور جميع كوادر المؤسسة الأمنية ومن مختلف الرتب، وهو ما أضفى طابعًا رسميًا على الحدث، وحوّل السهرة إلى مناسبة فريدة تجمع بين الفن والأمن. وأكد أحد قيادات الأمن: “مثل هذه الفعاليات تظهر قدرة مؤسساتنا على الجمع بين الثقافة والفن والانضباط الأمني بطريقة مهنية.”
ولحظة عزف النشيد الوطني كانت من أكثر اللحظات تأثيرًا، حيث عمّ خشوع الجمهور وارتسمت على وجوههم مظاهر الفخر والاعتزاز بالمناسبة، مؤكدين أن الفن والثقافة يمكن أن يعكسا روح الانتماء والوفاء للوطن.
وخلال السهرة، وجّه الفنان مرتضى رسالة شكر خاصة إلى النادي الرياضي للحرس الوطني على الدعوة وحرصهم على حسن التنظيم، مؤكدًا أن هذه اللفتة ساهمت في نجاح الحفل وجعلت التجربة أكثر تميزًا وأمانًا. وقال مرتضى: “أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الحفل، خصوصًا الحرس الوطني على الدعوة وحسن التنظيم، فهذا الحضور جعل سهرتنا أكثر تميزًا وأمانًا.”
تفاعل الجمهور كان مستمرًا في كل لحظة، مع تصفيق وهتافات متواصلة بعد كل أغنية، بينما كان الحضور الرسمي يتابع الحدث بانتباه، ما أضفى على السهرة جوًا من الانسجام بين الأداء الفني والالتزام الأمني. التنظيم المحترف لكل تفاصيل السهرة، من الإضاءة إلى الصوت وتنسيق الفرق، أتاح للمتفرجين الاستمتاع بكل لحظة، وجعل من سهرة مرتضى نموذجًا يحتذى به في الجمع بين الفن والأمن والتنظيم.
السهرة كانت رسالة واضحة على قدرة الفعل الثقافي على جمع الناس في أجواء من الفن والانتماء الوطني، وعلى أن التنظيم المحترف، كما برز من جهود “قروب بودينار”، هو عنصر أساسي في إنجاح أي فعالية، وجعل من الحفل تجربة فنية وأمنية متكاملة، ستظل محفورة في ذاكرة جمهور قرطاج.