مهرجان صفاقس الدولي في دورته 45: الفن يبعث الحياة في المدينة ويحتفي بالإبداع التونسي

تحت شعار “الفن حياة تُجدد المدينة”، تنطلق فعاليات الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان صفاقس الدولي، من 21 جويلية إلى 19 أوت 2025، ببرنامج فني متنوع يُراهن بالأساس على تشجيع الإبداع المحلي، وتعزيز الانفتاح على الثقافات الأخرى، في تظاهرة تُعدّ من أبرز المحطات الثقافية الصيفية في تونس.

وخلال الندوة الصحفية التي انتظمت مساء الأربعاء 16 جويلية بفضاء “مول صفاقس”، كشفت هيئة تنظيم المهرجان عن تفاصيل البرمجة التي تضم 20 عرضًا فنيًا، 17 منها تونسية، في توجه يعكس إيمان القائمين على التظاهرة بضرورة دعم الفنان التونسي وتمكينه من مساحة مستحقة على الركح.

 

عروض الافتتاح والاختتام… توقيع تونسي بامتياز

الانطلاقة ستكون قوية بعرض موسيقي تونسي يحمل عنوان “24 عطر” للفنان محمد علي كمون، أما الاختتام فسيكون على إيقاع الطرب الأصيل مع النجم التونسي والعربي صابر الرباعي، في ليلة يُنتظر أن تكون من أبرز سهرات المهرجان.

 

تنوّع في العروض وتوازن في الأذواق

البرمجة تجمع بين الفرجوي والموسيقي، بين المسرح والسينما، وبين الطربي والشبابي، لتُلبي أذواق جمهور متنوع. فمن بين العروض المنتظرة ذات الطابع الفرجوي، نجد عرض سيرك بابروني المبرمج ليوم 23 جويلية، إلى جانب عرض “رقّوج” للمخرج عبد الحميد بوشناق يوم 17 أوت.

أما العروض الجهوية التي تُبرز خصوصيات المنطقة، فتشمل سهرة زوار الحضرة والنوبة بإشراف الشيخ مرشد بوليلة (30 جويلية)، وعرض المحفل التونسي (9 أوت) الذي يُشارك فيه عدد من فناني جهة صفاقس. كما يُحيي الفنان سامي اللجمي عرضه الصوفي “الزيارة” يوم 14 أوت، في واحدة من السهرات الروحية البارزة.

 

انفتاح على العالم… وتكريم لأيقونات الفن العربي

وفي إطار تعزيز التبادل الثقافي، خصصت إدارة المهرجان ثلاث سهرات لفنانين أجانب: أولها سهرة الفنان الشامي يوم 1 أوت، يليها عرض فولكلوري من صربيا يوم 6 أوت، وتُختتم هذه السلسلة بعرض مميز تحت عنوان “هذه ليلتي” يوم 16 أوت، وهو عرض تكريمي لكوكب الشرق أم كلثوم، بمناسبة مرور مئة عام على ميلادها، تؤديه الفنانة اللبنانية سيندي لطي التي ستُقدم باقة من أشهر أغاني الطرب العربي الأصيل.

 

المسرح والسينما على الخط

ولأن الثقافة لا تكتمل دون الفنون الدرامية، فقد خصّص المهرجان حيزًا للفن الرابع والسابع. ويكون الموعد مع عرض الفيلم الكوميدي التونسي “صاحبك راجل” يوم 26 جويلية، فيما تُعرض مسرحية “بينومي” للفنان عزيز الجبالي يوم 12 أوت.

 

الفن الشبابي حاضر بقوة

الشباب لم يُغب عن حسابات المنظمين، إذ تم برمجة عدد من العروض التي تستهدف الجيل الجديد، من بينها عرض الفنان الشاب كازو (24 جويلية)، وفرقة إركز هيب هوب (28 جويلية)، إضافة إلى سهرات خاصة بنجوم الراب التونسي: بلطي (5 أوت)، مرتضى (8 أوت)، ونوردو (11 أوت).

 

سهرات طربية ولمسات نسائية

وسيكون عشّاق الطرب الأصيل على موعد مع الفنان رؤوف ماهر يوم 3 أوت، في سهرة تنبض بروح الجنوب التونسي. أما يوم 13 أوت، وبمناسبة عيد المرأة التونسية، فيُقام عرض “كلنا نغني”، احتفاءً بصوت المرأة وموهبتها، بمشاركة عدد من الفنانات التونسيات.

 

المدينة تتحول إلى مسرح مفتوح

قبل انطلاق العروض الرسمية، تنظم إدارة المهرجان تظاهرات تنشيطية تفاعلية من 16 إلى 19 جويلية، تشمل عروضًا في الفضاء التجاري “مول صفاقس”، إلى جانب مسيرة احتفالية داخل المدينة العتيقة بمشاركة 100 مهرج، ضمن تظاهرة “فرحة ساحة الـ100 متر”، التي تُحوّل الشوارع والساحات إلى منصات مفتوحة للفن والبهجة.

 

فلسفة جديدة للمهرجان: الفن في خدمة الفضاء والمجتمع

في تصريح إعلامي، أكد مدير الدورة فرحات بريك أن هذا التوجه لا يهدف فقط للترويج، بل يُكرّس فلسفة جديدة تقوم على إعادة الربط بين الفن والمجتمع، وكسر الحواجز التقليدية بين الفضاء الثقافي والجمهور. وأضاف أن “المدينة تتحول إلى فضاء تعبيري نابض بالعفوية والفن والحياة”.

وأشار إلى أن المهرجان سيُخصّص فضاءات تفاعلية مبتكرة، من بينها تركيز 100 طاولة شطرنج كمبادرة رمزية لخلق جسور تواصل، إلى جانب عرض فني على شاطئ الكازينو، يهدف إلى إشراك الفئات الناشئة في المشهد الثقافي، وتحفيزهم على التفاعل مع الفنون والإبداع.

 

مهرجان يستعيد نبضه… ويستعيد المدينة

هكذا تسعى الدورة 45 من مهرجان صفاقس الدولي إلى أن تكون أكثر من مجرد سلسلة عروض، بل فضاء حيًا يعيد وصل المدينة بروحها الثقافية، ويضع الفن في قلب الحركية الاجتماعية، والاقتصادية، والوجدانية لجهة صفاقس وتونس بأكملها.

Related posts

هند صبري ناعية سمير صبري: الفن العربي والمصري فقد فنانا متعدد المواهب

root

الفيلم التونسي ” نرجعلك” في قاعات السينما

ريم حمزة

على القناة الوطنية الأولى: سيتكوم “ياسمين وفلة” خلال شهر رمضان القادم

قبل الأولى