في أربعينيته، تُحيي وزارة الشؤون الثقافية ذكرى رحيل الفنان والمخرج التونسي الفاضل الجزيري (1948–2025) من خلال تظاهرة تكريمية تمتد على مدى يومين، الجمعة 19 والسبت 20 سبتمبر 2025، احتفاءً بمسيرته الفنية وإرثه الإبداعي الذي خلّفه في المسرح والسينما التونسية.
تنظم هذا الحدث كل من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس والمسرح الوطني التونسي، وسيُقام بكل من دار الثقافة ابن رشيق وقاعة الفن الرابع بشارع باريس في العاصمة.
شهادات حيّة وعروض فنية وكتاب توثيقي
ووفق البرنامج الذي نشرته الوزارة على موقعها الرسمي، تنطلق فعاليات التأبين يوميًا في الساعة الخامسة مساءً (17:00)، وتتضمن شهادات حيّة من زملاء ورفاق درب الفقيد، الذين سيسترجعون ملامح من مسيرته الفنية والإنسانية.
وسيتم بالمناسبة افتتاح معرض فني بدار الثقافة ابن رشيق، إلى جانب عرض فيلم وثائقي يوثّق أبرز محطات حياة الجزيري، مع توقيع كتاب تكريمي يجمع مقالات وشهادات عن أثره العميق في الساحة الثقافية.
أما قاعة الفن الرابع، فستحتضن عرضًا خاصًا لمسرحية “جارتي العزيزة”، آخر أعمال الجزيري التي تمزج بين المسرح والرقص، وكانت قد قُدمت في دورة 2025 من مهرجان الحمامات الدولي، قبل أيام فقط من وفاته.
الفاضل الجزيري: خمسون عامًا من الإبداع والتجديد
وُلد الفاضل الجزيري عام 1948 بتونس العاصمة، وتوفي يوم الاثنين 11 أوت 2025 عن سن 77 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. على مدى أكثر من نصف قرن، عُرف الجزيري كمبدع متعدّد المواهب: ممثل، ومخرج، ومنتج، وأحد أبرز وجوه المسرح والعروض الموسيقية والسينما في تونس.
تميّز بأسلوبه الجريء والملتزم، وقدرته على التعبير عن قضايا المجتمع التونسي بلغة فنية مبتكرة، مما جعله واحدًا من رواد التجديد في الساحة الثقافية.
مشروع الحلم… مركز الفنون بجربة
من أبرز مشاريع الفقيد في سنواته الأخيرة، “مركز الفنون بجربة”، الذي دُشّن في 10 نوفمبر 2022، وجسّد حلمه في اللامركزية الثقافية، من خلال خلق فضاء فني يربط بين الإبداع المحلي والعالمي، ويوفر منصة دائمة للفنانين والمبدعين في الجنوب التونسي.
برحيل الفاضل الجزيري، فقدت الساحة الثقافية التونسية أحد أعمدتها، لكن أعماله ستظل شاهدة على مسيرة فنان كان وفياً لقضايا مجتمعه، ومؤمناً بأن الفن أداة للتغيير والتنوير.