بعد أسابيع عصيبة من القتال، أعلن الجيش الروسي سيطرته على مدينة ماريوبول الأوكرانية، حيث انقضت المهلة التي حددها لاستسلام القوات الأوكرانية من دون امتثال لإنزال الأسلحة، فيما توقع خبراء عسكريون أن يتحول التركيز الآن إلى دونباس، طبقاً لوكالات أنباء. ومن المعروف أن المقاتلين الأوكرانيين اتخذوا من هذه المدينة حصناً لهم في معاملها ومصانعها، فضلاً عن استخدام المدنيين كدروع بشرية ليس لربح المعركة بقدر ما هو إطالة أمدها في وقت حدث ذلك، تجنباً لإراقة الدماء من الجانب الروسي. إلا أن السؤال المهم ماذا بعد ماريوبول؟ من المتوقع أن تشدد القوات الروسية ضرباتها بشكل مركز على شرق أوكرانيا وتحديداً في دونباس، حيث بدأت بسلسلة من الهجمات في شمال دونباس وفي الوسط ومن الجنوب، في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية وتدميرها، إذ عادت روسيا إلى طريقتها التقليدية في القتال بضربات جوية حاشدة وضربات صاروخية وقصف مدفعي، تليها وحدات مدرعة ثقيلة تتحرك بسرعة. أما فيما يتعلق بمقاومة القوات الأوكرانية، فهو ضرب من ضروب المستحيل أن تحقق أي انتصار أو سيطرة على أي منطقة رغم الضخ التسليحي الغربي لها، خاصة بعدما خرجت معلومات تتحدث عن جنوح الكثير من الشحنات الغربية العسكرية إلى السوق السوداء، ما يعني أن إمكانية تحقيق أي نصر حتى ولو وهمي هي مستحيلة. وقالت الاستخبارات البريطانية إن القوات الروسية تتقدم من مناطق عدة في دونباس باتجاه كراماتورسك، وتسعى لتوفير دعم جوي كبير لعمليتها في شرق أوكرانيا، وهذا هو هدف العملية العسكرية الروسية الخاصة منذ بداية المعركة.
وتشير التوقعات إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يسعى لتحقيق نصر في دونباس قبل العرض العسكري في 9 ماي المقبل في الساحة الحمراء بموسكو، يوم ذكرى انتصار السوفييت على النازيين، ما يشكل ضربة كبيرة للمعسكر الغربي بأكمله.