أي تأثير للوصاية الأمريكية على النفط الليبي؟ - avant-premiere

أي تأثير للوصاية الأمريكية على النفط الليبي؟

تشهد ليبيا حالة من التوتر السياسي بسبب رفض رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تسليم منصبه لفتحي باشاغا، الذي تم تكليفه رئيساً للوزراء في الحكومة الجديدة بقرار من مجلس النواب، بعدما فشلت حكومة الدبيبة في تنفيذ واجباتها المتمثلة في ضمان إجراء الإنتخابات الرئاسية والتي كان من المزمع أن تنعقد في 24 ديسمبر الماضي.

ودخلت الثروة النفطية، مصدر الدخل الرئيسي في البلاد، من جديد دائرة الخلاف السياسي المتصاعد منذ أسابيع، لتصبح رهينة الانقسامات السياسية مع موجة من الإغلاقات القسرية للمنشآت الحيوية، نتيجة الصراع. مما إنعكس سلباً على حال المواطن الليبي، ناهيك عن تربص الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بورقة النفط في ظل أزمة الطاقة المتصاعدة في العالم. ومع المساعي العديدة من قبل الجميع في تنحية النفط عن الصراع وإعادة الإنتاج النفطي الى سابق عهده، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح مساء السبت تجميد إيرادات النفط بمصرف ليبيا الخارجي حتى وضع ضمانات وآلية لاستفادة كل الليبيين من هذا الدخل بما يحقق العدالة والمساواة للجميع.

يُشار الى أن صالح قال الأسبوع الماضي إن “الحقول النفطية ستفتح بعد تثبيت آلية توزيع عوائد النفط بشكل عادل على كافة الأقاليم”. تصريح صالح جاء على هامش لقائه السفير الأمريكي لدى ليبيا ومبعوثها الخاص ريتشارد نورلاند، والذي يصر على إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية بشروط أمريكية، لم يُفصح صالح عنها. حيث أكد نورلاند بأن واشنطن تجدد دومًا “التزامها بالعمل على توزيع عائدات النفط بالشكل الذي يعود بالنفع على الشعب الليبي”.

وأضاف نورلاند، في مقابلة تلفزيوينة: “كنا نفضل التأني ولا يتم التحويل حتى تجرى مناقشة آلية توزيع الإيرادات النفطية، وحتى نعيد الثقة لدى الشعب الليبي بأن هذه الأموال ستذهب إلى المكان المناسب”. يرى المراقبون للشأن الليبي بأن واشنطن كما جرت العادة، تمارس دورها *الخبيث” في المنطقة، وتعمل على تمرير مشروعها النفطي على ليبيا، والذي يحقق مصالحها في الدرجة الأولى وهذا الكلام الجميل الصادر عن نورلاند إنما لذر الرماد في عيون الليبيين البسطاء. فالمؤشرات جميعها تؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تعويض ما خسرته في أزمتها مع روسيا. كما ينوه المراقبون الى أن صالح بدأ يخضع للضغوط الأمريكية، وهذا طبيعي بسبب ضعفه وكبر سنه، وهو لا يستطيع التحدي وفرض رؤيته للحلول التي من الممكن أن تجنب ليبيا مخاطر الوقوع بين مخالب الأمريكان. وبالتالي سوف يفقد السيطرة والسلطة في البلاد، ومن الممكن جداً أن تتم إزاحته تماماً من المشهد السياسي الليبي على يد واشنطن وحلفائها في الدولة الليبية المتشتتة.

من الناحية الأخرى وعلى الصعيد السياسي، يُشار الى أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، الأمريكية ستيفاني وليامز، تعمل جاهدة على تمرير مخططها في النزاع السياسي الدائر، وتعقد اللقاءات والإجتماعات، وتطلق التصريحات أكثر من الليبيين أنفسهم. في حين أن الجميع يعلم بأنه من خلالها وبدعم منها تم تعيين الدبيبة على رأس السلطة المؤقتة، والذي أدى الى فشل الإنتخابات والوصول بالبلاد الى حالة الفوضى والنزاع الراهن.

ليبيا لن ترى النور بعد الظلام الذي حل بها إلا بعد أن تتخلص من الوصاية الأمريكية على قراراتها، وتعمل على لملمة جراح أهلها والقضاء على خائنيها من السياسيين وأصحاب القرار، وهذا إذ يتطلب جهداً وعملاً حثيثين من قبل شرفائها والحريصين على مستقبلها المشرق ومستقبل أبنائها المخلصين.

Related posts

اجتماع عسكري تركي سوري روسي

mahmoud

اسباب قتل المواطن السعودي في بنزرت

Ra Mzi

غالانت يسعى لإنهاء التصعيد على جبهة لبنان

Wa Lid