" أنغام في الذاكرة" لعبد الرحمان العيادي: مهرجان قرطاج يعيد مجد الأغنية التونسية - avant-premiere

” أنغام في الذاكرة” لعبد الرحمان العيادي: مهرجان قرطاج يعيد مجد الأغنية التونسية

هي سهرة قرطاجنية احتفت بالمبدع التونسي، وغاصت بجمهور قرطاج في أعماق خزينة الموسيقى التونسية، واستعادت معه ” أنغام في الذاكرة” ، لتؤكد قصة العشق اللامتناهي بين الجمهور التونسي وموسيقاه، جمهور لم يتخلف عن حضور سهرة الموسيقى التونسية واستمتع على مدار ساعتين بقصة موسيقى عابرة للتاريخ، قصة روى فصولها الفنان الملحن عبد الرحمان العيادي ، وصاغت أطوارها أجيال الأغنية التونسية من السيدة سلاف وصولا الى الشابة ملكة الشارني حاملة مستقبل وراية الموسيقى التونسية .

” أنغام في الذاكرة” عرض  لخص عقودا من مسارات وتاريخ الموسيقى التونسية،  واحتفى بأجيالها المتعاقبة، ولتكتمل ملامح سهرة الوفاء، كّرمت وزيرة الثقافة السيدة حياة قطاط القرمازي،  الشاعر أحمد الزاوية لمسيرته الثرية في مدوّنة الشعر الغنائي في تونس اذ يصل رصيده بالمؤسسة التونسية لحقوق المؤلف الى 647 أغنية، كما تم تكريم أحد أبرز رموز الأغنية التونسية الملحن محمد رضا الذي تزخر مسيرته بأكثر من 500 أغنية، اضافة الى الموسيقار عازف الكمنجة المتميز البشير السالمي ، والفنان محسن الرايس أحد رواد جيل الاستقلال في مجال الاغنية، ومسك ختام التكريمات في عرض ” أنغام في الذاكرة” كان لأيقونة الأغنية التونسية السيدة “سلاف”، التي لم تبخل على جمهور قرطاج بصوتها فشدت باحساس مفعم وصوت لم تؤثر فيه السنوات بل زادته ألقا  أغنية “اذا تشوفوه” التي رددها معها جمهور قرطاج، لتؤكد أنها فصل مهم من تاريخ الأغنية التونسية .

ولأن المناسبة هي الاحتفاء بالأغنية التونسية على ركح مهرجان قرطاج، قدم المايسترو عبد الرحمان العيادي صحبة فرقة الوطن العربي للموسيقى معزوفة “قرطاج 56” التي أعلن من خلالها عن انطلاق عرض “أنغام في الذاكرة “، ليعتلي الركح الفنان سليم دمق الذي ولئن غاب سنوات عن الساحة الفنية وتغيرت ملامحه فقد حافظ صوته على جهوريته، وهو ما جعله يتميز في أداء أغنيته ” تعالى”  كلمات جعفر الماجد ألحان محمد رضا، وللسيّدة “عليّة” غنى سليم دمق “ما نحبش فضة وذهب” كلمات محمد اللجمي والحان محمد رضا، والتي تفاعل معها الجمهور رقصا وغناء.

بعده أطلت الفنانة ألفة بن رمضان بثوبها الأنيق وبصوتها المتوهج، وأدت للسيدة سلاف أغنية ” لا يا سيدي” كلمات الهادي بسباس ألحان محمد رضا  وأغنية “حليلي ويّ” من كلمات رضا الخويني والحان عبد العزيز بن عبد الله .

ولأن يوسف التميمي أو “شحرور الخضراء” كما يلقّب،  يعد من  أبرز المطربين الذين جسّدوا خصوصية الموسيقى والغناء في تونس، وظلّ وفيّا طيلة مسيرته للمقامات والطبوع التونسيّة ، غنى له  في “أنغام في الذاكرةّ” الفنان شكري عمر الحناشي ، “بين الخمايل” و”ياسمين وفل” كلمات أحمد الزاوية وألحان الشاذلي أنور .

عرض حرص فيه قائده المايسترو عبد الرحمان العيادي على المزج والمراوحة بين أجيال مختلفة ليؤكد استمرارية الموسيقى التونسية، وهو ما نفذته الفنانة صاحبة الحضور الملفت أسماء بن أحمد ولأن صوتها نوتات موسيقية مكتوبة بدقة ومهارة فقد تميزت في أداء أغنية “لاقيتها خزرتلي” للفنان صابر الرباعي كلمات حسن محنوش والحان محمد رضا، وللسيدة سلاف غنت “ريدي الغالي” كلمات أحمد حريري ألحان محمد جزيري .

وصالات غنائية رحلت بجمهور قرطاج الى عوالم تاريخ الموسيقى التونسية، وزادها روعة عزف منفرد للبشير السالمي الذي داعب أوتار الكمنجة لتنبعث معزوفة “وحياتي عندك” للراحلة ذكرى، ورافقه في أدائها جمهور قرطاج الذي تحوّل الى كورال محترف.

ولأن آلة الكمان هي آلة الأحاسيس المتنافرة والمتضاربة، انتقل بها البشير السالمي من “وحياتي عندك” الى أغنية ” جرجيس” لرضا القلعي

 وان قال محمود درويش في أشهر قصائده ” الكمنجات تبكي على زمن ضائع لا يعود” فان كمنجة البشير السالمي أعادت لنا الزمن والحنين وداعبت أنغاما في الذاكرة .

وأمام السيدة سلاف، أدى الفنان الشاب أحمد الرباعي أغنيتها “معنى الجمال” ليشدو اثرها بأغنية “انت حبيب العمر” لزهيرة سالم ، قبل أن يفسح المجال أمام طاقة صوتية قادمة على مهل، فتاة الـ16 ربيعا،  ملكة الشارني، التي أسرت الحضور بأدائها لأغنيتين للسيدة السلاف “ما تفكر ناس” و ” والله مانا تايبة”.

أما في الفصل الأخير من السهرة فكان الجمهور أمام قامة فنية كبرى، حيث أطل الفنان نور الدين الباجي “بجبّته” التونسية وشدا بصوته العذب أغنيتين ” أعمل معروف” ليوسف التميمي” كلمات أحمد الزاوية، ألحان هاشمي بن صالح، وختم العرض بأغنية ” ليلة والمزود خدام” للهادي حبوبة، أغنية اهتزت على اثرها المدارج فرقص الجمهور وصفق.

سهرة قرطاجنية اختزل فيها المايسترو عبد الرحمان العيادي تاريخ الموسيقى التونسية بمختلف أجيالها وأنماطها وألوانها واعاد اعتبار الشاعر والملحن والمطرب والعازف وهو ما أشار اليه عازف الكمنجة بشير السالمي خلال اللقاء الصحفي الذي انعقد مباشرة عقب الحفل، مبينا أن الشعب التونسي يفتقد الأغنية التونسية رغم كون الخزينة التونسية تزخر بالانتاجات المحترمة .

من جهته وصف عبد الرحمان العيادي ” أنغام في الذاكرة” بعرض التصالح وعودة الروح والهوية التونسية إلى ركح قرطاج، مبينا أنه اختار بدقة الأصوات المشاركة إيمانا منه بقدرتهم على تنفيذ فكرته وامتلاكهم لطاقات صوتية كبيرة ومحترمة.

Related posts

فايا يونان تشارك في الموسم الرمضاني بمسلسل “تاج” مع تيم حسن

إقبال كبير على تذاكر الحفل : رؤوف ماهر يكسر القطيعة المزعومة بين الفنان التونسي وركح قرطاج

root

مغني راب يجتاز الحدود البحرية خلسة

root