التهمة.. "خالد يوسف" - avant-premiere

التهمة.. “خالد يوسف”

بقلم: وليد أبو السعود

من الأشياء المثيرة للتفكير دائما أن تصبح تهمتك هو اسمك الذي تعبت عليه وبنيته في مهنتك على مدى سنوات، أعتقد أن هذه هي المشكلة الأكبر التي واجهت مسلسل “سره الباتع” للمخرج خالد يوسف والذي تابعت معركة محبيه وكارهيه منذ طرح الاعلان التشويقي الأول له والذي كان جيدا بالمناسبة، حيث حاول البعض أن يتحدثوا عن تقليد لفيلم أستاذه ومعلمه يوسف شاهين “وداعا بونابرت” مع أن العالمين مختلفين لا يجمعهما إلا الفترة الزمنية وهو ما آثار دهشتي، فالهجوم تركز فقط على عملين والاثنين تنتجهما المتحدة وهما “سره الباتع” الذي بدأ الهجوم عليه مع إعلانه الأول و”تحت الوصاية” والهجوم بدأ من طرح أول ملصق تشويقي له…

الطريف أن كثيرين ممن دافعوا عن ملصق تحت الوصاية-  وهو مسلسل جيد جدا بالمناسبة – وقالوا كيف تحكم على مسلسل من ملصقه هم من هاجموا “سره الباتع” من إعلانه مما لفت انتباهي أن التهمة هنا هي “خالد يوسف” بكل زخم الاسم ومعاركه ومواقفه.

وتزعم الهجوم سيناريست شاب هاجم منذ الاعلان عن بداية التصوير ولم يتوقف هجومه طبعا وهو غائب عن الساحة الرمضانية منذ فترة طويلة نتيجة لمشاكله الكثيرة.

مع أولى حلقات المسلسل بدأ الهجوم ومع مشاهدتي لها لم أجد ما يستدعي كل هذا فهي حلقة متماسكة ايقاعها متدفق والعمل مغامرة كبرى في حد ذاته،  فهو عبارة عن مسلسلين في مسلسل واحد أولهما وهو الخط الأقوى والرئيسي للعمل وهو خط حامد الذي يقاوم الفرنسيين والذي لعبه أحمد السعدني ببراعة وتألق فيه أحمد عبد العزيز نافضا الغبار عن موهبته ومعه خالد الصاوي ومصطفى درويش و مفيد عاشور وميدو عادل وحنان مطاوع وهالة صدقي وحسين فهمي ونضال نجم واينن الشيوي وهشام الجخ….

والمسلسل الثاني هو مسلسل العصر الحديث والثورة على حكم الإخوان.

وبالرغم من أن هشام الجخ قدم إطلالة قصيرة في العمل وأقنعني في دوره إلا أنه قد طاله قدر من الهجوم مما أكد لي أن هناك فواتير قديمة بعيدا عن الفن والمستوى الفني له إلا أن تهمة “خالد” وتهمة “الجخ” كانت في اسميهما.

العمل بالطبع به أخطاء فلا يوجد عمل متكامل لكن لا يوجد فيه أي خطأ تاريخي.

لو تابعت الهجوم ستجد فيه أشياء لا يمكن مناقشتها فمثلا بعض الزملاء في تونس انتقدوا أنه اختار رانيا التومي للعمل أصلا لأنهم يقيمونها أنها ليست ممثلة مع أن اختيار أي ممثل هو حق أصيل للمخرج، وأرى أن خالد أخطأ بشرح سبب اختياره.

العمل في مجمله عمل مختلف به اجتهاد واضح من أحمد فهمي و من خالد أنور ومنة فضالي ونجلاء بدر بالإضافة لنجوم النصف التاريخي السابق ذكرهم وضيوف العمل صلاح عبد الله وكريم فهمي.

جانب خالد الصواب في بعض الاختيارات منها شخصية شمس الكويتية وأعتقد أن ريم مصطفى كانت تحتاج لفهم أكبر للشخصية بدلا من تقديمها كأي دور قدمته من قبل.

العمل سيصبح واحدا من الأعمال مثل التي تبقى في الذاكرة وتشاهدها كثيرا وستتفق أو تختلف معها وتحبها أو تكرهها وهي السمة المؤكدة لأعمال خالد يوسف منذ بدايته لكنه أثبت شيء واحد أنه يمكننا تقديم عمل بهذه الضخمة وهذا العدد من النجوم والديكورات الضخمة وبميزانية تقل كثيرا عن ميزانيات أعمال كثيرة حاولت التحرك في منطقة التاريخ وهو ما يحسب لخالد والشركة المتحدة بالطبع.

لكن نصيحتي الأكبر أن مثل هذه النوعية من الأعمال كانت تحتاج فترات زمنية أطول لتقديمها،  أعتقد أن “سره الباتع” لو تم تصويره و صناعته في فترة زمنية أطول لكنا حصلنا على وثيقة درامية مستندة على نص عبقري ليوسف إدريس ورؤية عصرية لموقف المصريين من الاحتلال الفرنسي و الاحتلال الإخواني.

 

 

 

Related posts

بداية من يوم 13 ديسمبر: الفيلم العالمي Wonka في قاعات السينما التونسية

برمجة قناة الحوار التونسي في رمضان: سامي الفهري يعود ببرنامج ضخم ومفاجآت في “فلوجة 2”

يوم 25 نوفمبر: العرض الأول لفيلم ” صليحة صوت تونس الأعماق”