باشرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في ملف قضية اغتصاب بشعة للغاية، ذهبت ضحيتها فتاة تبلغ من العمر 19 سنة على يد خطيبها، الذي حول وجهتها الى بناية بقلب العاصمة ثم احتجزها ونكل بها، وذلك على خلفية طلبها فسخ الخطبة منه بسبب سوء معاملته لها وتعنيفها .
ووفق ملف القضية فان المتهم قرر الانتقام من خطيبته التي كانت تعمل في احدى المحلات التجارية بعد ان أصرت على الانفصال منه ، ولما تأكد من كونها ستتزوج من شاب اخر، اتصل بها وتظاهر بأنه سينفصل عنها بكل هدوء ودون أي مشاكل تذكر ، طالبا منها لقائها للمرة الأخيرة ،ولما استجابت له حول وجهتها الى بناية بقلب العاصمة، ثم احتجزها واغتصبها طيلة 10 أيام، ولم يكتفي بذلك بل قام بحلق شعرها وحاجبيها وعذبها بواسطة اعقاب السجائر التي كان يطفئها على عينيها ووجهها مخلفا لها اضرار جسدية ونفسية كبيرة.
ووفق ما ورد في ملف القضية وسير الأبحاث فانه في احدى المناسبات غادر المتهم المنزل للتزود بالخمر ثم عاد ليلا وقام بعقد جلسة خمرية رفقتها، الا ان المتضررة تظاهرت بشرب الخمر معه ولما تأكدت من كون المتهم ثمل وغاب عن الوعي استلت المفاتيح من جمازته ثم فتحت باب الغرفة ولاذت الفرار مستنجدة بالمارة وقد تكفل احد الأشخاص بنقلها للمستشفى لتلقي العلاج وقد اكد الطب الشرعي انها تعرضت لاعتداءات فظيعة وتعذيب وحشي لأكثر من ايسبوع.
وبسماع المتضررة من قبل أعوان واطارات منطقة الامن الوطني بالعمران اكدت ان المظنون فيه تقدم لخطبتها ولكن بعد فترة اصبح متقاعسا في العمل ويطلب منها المال كما كان يعمد الى تعنيفها في صورة عدم تلبية حاجياته فقررت الانفصال عنه وفسخ الخطبة فما راعها ان المتهم يتصل بها ويطلب لقائها ليقوم باحتجازها طيلة 10 أيام ذاقت فيها الوانا من التعذيب والعنف مشيرة الى انه في احدى المناسبات جلب لها شبانا لممارسة الجنس معها مقابل حصوله على مبالغ مالية متفاوتة.
وأكدت المتهمة انها اكتشفت عن طريق الصدفة ان خطيبها ينشط ضمن شبكة لترويج المخدرات فانتابها الخوف وقررت فسخ الخطبة الا انه رفض بشدة.
تعذيب تنكيل واغتصاب
من جهته افاد الخطيب المتهم الذي وجهت له تهم الاغتصاب باستعمال العنف الشديد ،واحتجاز شخص دون اذن قضائي، والاعتداء بالعنف الشديد الواقع من الخطيب ،انه أراد الانتقام من خطيبته بسبب استغلالها له موضحا، انه انفق عليها أموالا طائلة ليفاجئ بها تخونه وتعقد علاقة عاطفية مع احد الشبان، مؤكدا انه لما طلب منها ان تعيد له الهدايا والأموال التي انفقها عليها تنكرت له وماطلته فقرر الانتقام منها بتلك الطريقة معترفا باغتصابها تحت العنف وبتعذيبها حتى يشفي غليله منها.
واكد المتهم انه كان ينوي الإبقاء عليها محتجزة ليواصل تعذيبها لفترة اطوال الا انها تمكنت من الفرار مؤكدا انه طيلة فترة احتجازها منع عنها الماء والاكل وقد كان يطعمها الا القليل.
القضاء يصدر حكمه وغرامة مالية
وامام تلك الاعترافات وتقرير الطب الشرعي الذي اثبت تعرض المتضرر للتعذيب وللاغتصاب من قبل المتهم قررت هيئة الدائرة الجنائية الحكم عليه ب12 سنة سجنا من اجل تهم الاغتصاب باستعمال العنف الشديد ،واحتجاز شخص دون اذن قضائي والإعتداء بالعنف الشديد الواقع من الخطيب،كما قضت المحكمة بالحكم بتغريم المتهم ب20 الف دينار لفائدة خطيبته كضرر مادي و6 الاف دينار كضرر معنوي والفي دينار اجرة المحاماة والتقاضي.