العمل الفني " bon deuil!! " لفاتح الخياري و حسام بوعكروشة: توثيق للثورة التونسية بطريقة فنية - avant-premiere

العمل الفني ” bon deuil!! ” لفاتح الخياري و حسام بوعكروشة: توثيق للثورة التونسية بطريقة فنية

في الكنيسة القديمة سانت كراو، قدم الثنائي فاتح الخياري وحسام بوعكروشة العمل الفني ” bon deuil!! ”  الذي يوثق للثورة التونسية وما سبقها وما أعقبها بطريقة فنية ترواح بين الكوريغرافيا والمسرح والموسيقى.

 

وفي هذا العمل الذي يقف في منتصف طريق بين السعادة والحداد يرسم فاتح الخياري وحسام بوعكروشة بجسديهما ملامح ما تبقى من الآمال التي حملتها الثورة التونسية  للجيل الذي تراوح عمره بين 18 وعشرين سنة عام الثورة(2011).

 

من واقع هؤلاء الشباب ورغابتهم وطموحاتهن وخيباتهم وتمثلاتهم للمجتمع وللتونس وللحريات وللحقوق استلهم الثنائي تفاصيل العرض الذي ظهرا فيه روحا واحدة بجسدين يتحركان في كل الاتجهات على إيقاع موسيقى أوجدها أيوب البوزيدي.

 

عبر هذا العمل الذي يقوم على مفردتين متناقضتين هما “السعادة” و”الحداد” يروي فاتح الخياري وحسام بوعكروشة وأيوب البوزيدي من خلال الخطوات والحركات والأصوات والأنفاس حكاية جيل ابتهج للثورة وحلم بالتغيير ولكنه اصطدم بالواقع.

 

هي طريقة ساخرة لتصوير الصدام بين المنشود والموجود وبين الآمال والأحلام وواقع البلاد وتغلغل عدم الاستقرار والتعبير عن حالة الخيبة الجماعية لجيل كامل تبددت أحلامه ولكنه مازال يقاوم وهو ما يتجلى في تفاصيل” bon deuil!! ”

موسيقى العمل استمدت نغماتها وإيقاعاتها من التضاد بين “اليأس” و”الأمل” و”السعاد” و”الخيبة” والحياة” و”الموت” وما بينهما من حداد وكانت شخصية مستقلة بذاتها في العرض تتحرك على إيقاع خلجات روح أيوب البوزيدي.

 

خطوات تنهل من مدارس مختلفة من الهيب هوب والبريك دانس ومن الرقص الشعبي التونسي خط بها الجسدان الراقصان فصولا من رواية جيل جُبل على الخيبات فصار خبيرا في التعايش معها ونسج الأمل من تفاصيلها ورواية بلد ما انفك ينتفض من رماده.

 

Related posts

فاطمة ناصر:  مسلسل “تحقيق” عمل متكامل ونجح فنيا

root

عرض ناجح لمسرحية “بيتزا الفن” أوفى بكل وعوده إخراجا وأداء

” لو كان”.. ألبوم جديد للفنانة التونسية “ويفا”