في افتتاح الموسم الثقافي الموسيقي لأصوات مسرح أوبرا تونس: عرض Contos Alegres .. التراث الموسيقي الإسباني ورسائل عن الحب والسلام - avant-premiere

في افتتاح الموسم الثقافي الموسيقي لأصوات مسرح أوبرا تونس: عرض Contos Alegres .. التراث الموسيقي الإسباني ورسائل عن الحب والسلام

الموسيقى لغة العالم، ومصدر الفرح، هي التي قال عنها جبران خليل جبران ” الموسيقى  كالمصباح تطرد ظلمة النفس، وتنير القلب فتظهر أعماقه”..

 

مساء الخميس 5 أكتوبر كان لعشاق الموسيقى الأوبرالية والتراث الموسيقي الإسباني موعدا مع عرض Contos Alegres  بقيادة الفنان هيثم الحضيري  وإلياس بلايقي وذلك بمناسبة افتتاح مسرح أوبرا تونس للموسم الثقافي 2023ـ 2024 .

 

جمهور غفير غصت به قاعة الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي لاكتشاف أصوات ومواهب شابة من كورال أوبرا تونس الذين أبدعوا في أداء التراث الموسيقي الإسباني بكتابة وتوزيع جديدين وبأسلوب خارج عن المألوف .

 

في توزيع أوركسترالي أنيق ضم عرض Contos Alegres   80 عنصرا من كورال أوبرا تونس اضافة الى 3 عازفين وهم خليل الجماعي على آلة الغيتار وبسام مقني على آلة البيانو وحاتم هميلة في الايقاع أما ضيفة العرض فكانت الفنانة علياء السلامي .

 

عرض Contos Alegres  احتوى على 16 مقطعا باللغة الاسبانية وهي بالأساس أغان ثورية تروي ويلات الحرب الأهلية والديكتاتورية تحولت الى أغان فلكلورية تدعو الى الفرح وحب الحياة وتنادي بالحرية والأمل .

 

أغان أوبيرالية محمّلة برسائل انسانية أدتها مجموعة من الأصوات المتميزة في كورال أوبرا تونس وهم زينب الشريف ومريم بالتهامي واجلال الماجد ورنيم الزغيدي وهيثم رفرافي ومحمود التركي وضياء الدين الرايس وكريم بن غزلان ويحي الجزيري ووجيه البجاوي ووصال فريح .

 

العرض كان عبارة عن ترنيمة للفرح والأمل حيث سافر بالجمهور في رحلة حسية لاكتشاف تراث الموسيقى الاسبانية بمخزونها الثري .. البداية كانت بأغنية el vito رافقتها رقصة أندلسية تقليدية وهي أغنية شعبية من القرن السادس عشر ارتبطت بالقديس فيتوس .

 

ولأن العرض يحتفي باسبانيا وثقافتها، أدى الكورال أغنية L’Estaca   وهي أغنية كاتالونية من ألحان المغني لويس لاتش ألفها سنة 1968،  تروي الأغنية ديكتاتورية الجنرال فرانكو في اسبانيا وهي عبارة عن صرخة ضد القمع كما تنادي بالحرية .. تحظى هذه الأغنية بشعبية كبيرة في كاتالونيا الى حدّ اعتبارها جزءا من الفلكلور الشعبي تمت ترجمتها الى أكثر من خمسين لغة.

 

ومن المقاطع الأخرى التي تميّز فيها كورال أوبرا تونس A la nanita nana  وهي  ترنيمة عيد الميلاد تغنى تكريما للطفل يسوع، لحنها وكتبها خوسيه رامون جوميس سنة 1856 .

 

رحلة موسيقية اسبانية أدت خلالها الفنانة علياء السلامي، أغنيةNana  من تأليف مانويل دي فالا وهو من أشهر الملحنين في اسبانيا رغم قلة أعماله وتعد هذه الأغنية من أشهر الأغاني الشعبية في اسبانيا، وبصوتها الأوبرالي  أبهرت علياء السلامي الجمهور بأغنية Asturiana  من تأليف خواكين تورينا وهو ملحن اسباني من القرن العشرين .

 

من أشهر الأغاني الشعبية المكسيكية  La Martiniana  التي أمتع بها يحي الجزيري الحضور  رافقه في أدائها كل من أميمة حوات ومريم بالتهامي وأميمة بن عمار وآمنة بن عيسى.

 

الصوت النسائي الرومنسي كان حاضرا في عرض Contos Alegres  حيث تميزت كل من زينب الشريف ومريم بالتهامي في أغنية El desdichado  وهي قصيدة رومنسية لجيرارد دي نيرفال كتبها في القرن التاسع عشر تروى قصة البحث عن الذات.

 

أصوات متناغمة وحضور ركحي متميز عبرت عنه اجلال الماجد بأدائها لأغنية Malaguena Salerosa  وهي أغنية مكسيكية تم تأليفها سنة 1947 من قبل “إلبيديو راميريز” و”بيدرو جاليندو جالارزا” وكلمات هذه الأغنية مستوحاة من مقطوعة Malaguena للموسيقي وقائد الأوركسترا والملحن الكوبي ارنستو ليكونا وتروي قصة عاشق رفضته امرأة من مالاقا .

 

كما قدم محمود التركي وهيثم الرفرافي وضياء الدين الرايس في عرض  Contos Alegres   احدى روائع الملحن والمغني المكسيكي “أغوستين لارا” والتي تحمل عنوان Granada  التي تتغنى بمدينة غرناطة الاسبانية .

 

تواصلت الرحلة في عالم الموسيقى الاسبانية بأداء كل من وجيه البجاوي ووصال فريح بمرافقة زينب الشريف وهيثم الرفرافي لأغنية La sandunga   وهي كلمة نادرا ما تستخدم في اللغة الاسبانية وتعني الرشاقة والأناقة والسحر والذكاء، يعتقد أن لحن هذه الأغنية نشأ في الأندلس، كتب كلماتها ماكسيمو رامو أورتيز سنة 1853 اثر وفاة والدته .

 

ومن ألحان المغنية الشهيرة “ماريا تيريزا” أدى كل من رنيم الزغيدي وكريم بن غزلان أغنية Veinte anos تم تأليفها سنة 1935 ونذكر ن هذه الأغنية ذات صيت عالمي كما تم استخدامها في فيلم Buena Vista Social Club .

 

بإيقاع هادئ وصوت ناعم غنت علياء السلامي  cantares لجواكين تورينا وهي مقطوعة موسيقية تم تأليفها سنة 1932 تلخص كيف أثر التراث والثقافة الأندلسيين في الموسيقى الاسبانية .

 

نهاية هذه الرحلة الموسيقية التي قادها كل من هيثم الحضيري وإلياس بلايقي كانت بأداء كورال أوبرا تونس لأغنية Carnavalito  وهي عبارة عن رقصة تقليدية توجد بالأساس شمال الأرجنتين، ويعتبر هذا النمط الموسيقي الأكثر شعبية على المستوى العالمي، ليسدل الستار عن عرض Contos Alegres  بأغنية Cielito Lindo  وهي أغنية مكسيكية شعبية وتعتبر رمزا للموسيقي المكسيكية التقليدية .

 

 

 

Related posts

عرض “الزيارة” لسامي اللجمي على ركح قرطاج

root

التونسية يسرا الجديدي تشارك في “نقطة سوداء”

المهرجان الوطني لمصيف الكتاب بولاية بن عروس من 10 إلى 13 أوت

root