في جلسة حوارية حملت عنوان “من هو الفلسطينيّ؟” على هامش فعاليات النسخة الـ38 من معرض تونس الدولي للكتاب، عبّر الفيلسوف الفرنسي آلان جونيون عن دعمه المطلق للفلسطينيين، واصفا ما يحدث في قطاع غزة بالإبادة الجماعية والمحرقة في حقّ شعبه.
وأكّد جونيون في لقاء ثلاثي جمعه بالروائي الفلسطيني حسن حميد، والشاعر والمترجم التونسي المنصف الوهايبي، أداره الباحث والمترجم التونسي محمد محجوب، أنّ موقفه المنحاز والداعم للفلسطينيين معقّد وحساس جدا عندما يعبّر عنه في فرنسا، مضيفا أنه يلجأ إلى الكتابة للتعبير عن موقفه بكلّ وضوح.
وهو في ذلك، يعكف حاليا على تأليف كتاب يحمل عنوان “Gaza mon amour” (غزة حبيبتي) سيتولى نشره قريبا في فرنسا نصرة لغزة وفلسطين، مؤكّدا أنّه حرصه على تأليف هذا الكتاب من منطلق مفكّر وناشط سياسي داعم ومناصر للقضية الفلسطينية.
ويرى آلان جونيون الذي قرأ مقتطفا من هذا الكتاب المؤيّد للفلسطينيين، أنّ هذا الإصدار يمثّل موقفه الرافض للنظام الغربي بداية من حرب الجزائر وصولا إلى وضعية المسلمين في فرنسا الذين باتوا كائنات شبه منبوذة، مشيرا إلى أن الكتاب يفضح الأشكال الاستعمارية الجديدة والمناهضة لحقوق الإنسان، “لذلك أطلقتُ على الكتاب عنوان “غزة حبيتي”، وفق ما نقلته عنه وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).
وواصل جونيون حديثه عن كتابه “غزة حبيبتي”، قائلا: “هذا الإصدار ترسّخ في ذهني واستحوذ عليّ وكان عليّ أن أكتبه في 8 أكتوبر 2023، وهذا سبب تلبيتي للدعوة التي تلقّيتها من هيئة معرض تونس الدولي للكتاب للحديث عن فلسطين، كما أنها مناسبة للحديث أيضا عن هذا الكتاب”.
وأضاف: “عسى أن يكون هذا الكتاب رسالة سامية في مواجهة مستمرّة للرعب الذي أشعر به عندما تابعت أحداث الحرب غير المشروعة وغير العادلة التي يشنّها المحتل على فلسطين المحتلة، وعسى أن يكون هذا الخطاب الفلسفي دعما للإنسانية الفلسطينية وللفكر الإنساني والسياسي العالمي”.
وقال الفيلسوف الفرنسي: “أنا مؤيّد للفلسطينيين على عكس الموقف الرسمي لبلادي، وبالنسبة إليّ فإن الفلسطينيّ في المفهوم الفلسفي هو المواطن الذي يتمتّع بجميع حقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين”، وهو يرى أنّ الأمر يتعلّق بإبادة جماعية يرتكبها الكيان المحتل على شعب غزة والضفة الغربية بعد 7 أكتوبر 2023.
وعبّر عن اهتمامه بالقضية الفلسطينية من منظور فلسفي وثقافي وإنساني، قائلا: “أنا فيلسوف يريد أن يعيش مثل الفلسطينيين، وهذا هو قانون الوجود الإنساني في فن التفكير”.