يتواصل الزخم الثقافي والفكري داخل أروقة الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، حيث احتضن فضاء قصر المعارض بالكرم، يوم الإثنين 28 أفريل 2025، سلسلة من الندوات التي جمعت مفكرين وأدباء وباحثين من تونس وخارجها، في تظاهرات فكرية تهدف إلى فتح نقاشات معمقة حول قضايا الثقافة والمجتمع.
انطلقت فعاليات اليوم بندوة صباحية احتضنتها قاعة المحاضرات بقرطاج من الساعة العاشرة صباحاً إلى منتصف النهار، خصصت للتعريف بالثقافة الإيطالية وتعزيز الروابط الثقافية بين تونس وإيطاليا. وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لتقديم كتاب “إيطالو كالفينو في تونس”، وأدار الحوار السيد ماريو ساي، بحضور جمهور متنوع من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي.
وفي الفترة الزوالية، وابتداءً من الساعة الواحدة بعد الظهر، احتضنت قاعة الاجتماعات بجناح وزارة الشؤون الثقافية ندوة بعنوان “المفكرون التونسيون والتنوير”، ناقش خلالها المتدخلون العلاقة بين الفكر التونسي ومشروع التنوير، عبر قراءة نقدية ترصد تطور هذا الفكر وسياقاته المختلفة منذ أكثر من خمسين سنة. شارك في هذه الندوة كل من فتحي التريكي، حفناوي عمايرية، ومنصف بن عبد الجليل، وأدار الحوار إبراهيم جدلة، في جلسة ثرية بالأفكار والرؤى المتقاطعة.
أما ختام اليوم، فكان مع جلسة حوارية انتظمت من الساعة الثالثة إلى الخامسة مساء تحت عنوان “جدل الفكر والمجتمع في تونس”، استعرض خلالها المتدخلون ملامح العلاقة الجدلية بين الإنتاج الفكري والواقع الاجتماعي، في محاولة لتحديد معالم هذا التفاعل وحدوده. شارك في هذا اللقاء كل من زينب التوجاني، آمنة الرميلي، وحمادي المسعودي.
يأتي هذا البرنامج الثري ليعكس تنوع محاور النقاش التي يطرحها معرض تونس الدولي للكتاب، ويؤكد مكانته كمنصة للتفاعل الفكري العميق وتبادل الرؤى حول قضايا الثقافة والتاريخ والمجتمع.