أديم الأنصاري في تونس: الشعر يعبر الحدود ويهدي القصائد

في صباح شعري بهيج، عانق فيه البحر العربي ضفاف المتوسط، أضاءت الشاعرة السعودية الدكتورة أديم بنت ناصر الأنصاري ردهات معرض تونس الدولي للكتاب يوم 30 أفريل 2025، عبر مشاركتها المتميّزة في أمسية شعرية استثنائية بجناح وزارة الشؤون الثقافية، جمعت نخبة من الأسماء الشعرية الوازنة على غرار السعودي محمد خضر، والفنزويلي أنطونيو تروخيو، والتونسيين سلوى الرابحي، ومحمد الهادي الجزيري، وخالد الوغلاني.

ولم تكن الأنصاري، الشاعرة والأكاديمية، مجرد اسم يضاف إلى البرنامج، بل كانت قصيدة تمشي على الأرض،  بصوت هادئ وعميق، ألقت شذرات من أعمالها الشعرية، مستحضرة وجدان الأنثى العربية، وأسئلتها الوجودية، وحنينها الأبدي إلى العدالة، والحرية، والحب. بين قصيدة وأخرى، كانت تبني جسورًا بين الذاتي والجمعي، بين الأنثى التي تكتب، والأنثى التي تُقرأ.

لكن اللحظة المفصلية في مشاركتها كانت حين قالت للجمهور: “هذه القصيدة كتبتها خصيصًا لتونس..”

تعتبر مشاركة أديم الأنصاري في هذه التظاهرة، بما حملته من شعر، ونظرة إنسانية عميقة، وانفتاح ثقافي متين، أكدت مكانتها في المشهد الشعري العربي كصوتٍ يجمع بين البلاغة الأكاديمية وحرارة الإحساس.. لم يكن حضورها في تونس عابرًا، بل كان لقاءً بين روحين: شاعرة ووطن يشبه الشعر. ومن خلال مشاركتها هذه، أكدت الأنصاري مرة أخرى على التزامها العميق بقضايا الإنسان والمرأة والهوية، وعلى قدرتها على تحويل الشعر إلى جسر حقيقي بين الشعوب والثقافات..

الدكتورة أديم بنت ناصر الأنصاري هي أستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهي باحثة وأكاديمية سعودية متميزة، حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد من جامعة الملك سعود عام 2021 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وسبقتها بشهادة الماجستير في البلاغة والنقد من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، أيضًا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.

تميزت بحضورها الفاعل في المشهد الثقافي السعودي والعربي، حيث تشغل عضوية مجلس إدارة جمعية أدب الطفل وثقافته، وجمعية الأدب المهنية، كما تنشط ضمن نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون بالدمام، ونادي وسم الثقافي. شغلت سابقًا منصب منسقة برنامج اللغة العربية في جامعة حفر الباطن لمدة ثلاث سنوات، وأسهمت في تطوير برامج القسم، إلى جانب كونها مدربة معتمدة من كلية كينجستون البريطانية في البحرين منذ عام 2016. صدرت لها عدة مؤلفات أدبية توزعت بين الشعر والسرد والمسرح، من أبرزها: “من مثلها”، “وما أدراك ما الرجل”، “إنني حواء” (وكلها دواوين شعرية)، و*”سندسباد”* (نص سردي)، و*”القطران”* (مسرحية شعرية). كما شاركت بتحكيم عدد من المسابقات الشعرية على مستوى إدارة تعليم المنطقة الشرقية وجامعة حفر الباطن، ونالت جائزة الإبداع الأدبي من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل عام 2022. وقد أقامت ما يقارب خمسين فعالية أدبية وثقافية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ما يجعل من تجربتها واحدة من أبرز التجارب الشعرية والأكاديمية في الخليج العربي المعاصر.

 

Related posts

على القناة الوطنية الأولى: سيتكوم “ياسمين وفلة” خلال شهر رمضان القادم

قبل الأولى

غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية

قبل الأولى

ترشيح فيلم “الما بين” لتمثيل تونس في الأوسكار