عباس النوري في “آسر”: أداء متفرد يتحدى نمطية الأعمال المعربة

يعود الفنان السوري عباس النوري ليؤكد مكانته كواحد من أبرز نجوم الدراما العربية، من خلال دوره في مسلسل “آسر”، النسخة المعربة من المسلسل التركي الشهير “إيزيل”. هذه المشاركة كانت فرصة له لتقديم أداء يتجاوز النمطية المعتادة في الأعمال المعربة، ويقدم شخصية محلية نابضة بالحياة تأسر وجدان الجمهور.

 

النوري اختار أن يجسد شخصية “رستم” المعروفة بـ”الخال”، والتي تعتبر انعكاسًا حقيقيًا للواقع العربي اليومي، حيث قال في تصريحات سابقة إن الشخصية يمكن أن تراها في شوارع دمشق أو بيروت أو القاهرة، مما يعكس حرصه على تقديم دور ينبض بالواقعية وينسجم مع ثقافة ومشاعر الجمهور العربي. هذا الطابع المحلي المتقن في التمثيل شكّل فارقًا كبيرًا في تجديد النص الأصلي، وتحويله إلى عمل فني يحمل بصمة عربية خاصة.

 

ومن خلال قراءته المتأنية للنص، والتي وصفها بأنها بعين الناقد لا الممثل، استطاع عباس النوري أن يبتعد عن فخ الترجمة الحرفية ويعطي الشخصية أبعادًا عميقة تتناسب مع خصوصية المجتمع العربي. هذا منح “رستم” ثراء نفسيًا وعاطفيًا، يجمع بين الحزم واللين، القوة والتردد، ليصبح شخصية متعددة الأوجه تنبض بالحياة.

 

أداء عباس النوري في “آسر” يتسم بالتحكم العالي في التعبير البصري واللغوي، حيث تتناغم تعبيرات وجهه وحركات جسده مع الصراعات الداخلية التي يعيشها الخال، مما يجعل المشاهد يشعر بحقيقة الشخصية وتأثرها بالأحداث من حولها. التنقل بين مشاعر الغضب، الألم، الحيرة، والحنان، يبرهن على مهارته في تجسيد التناقضات الإنسانية بدقة متناهية.

 

كما أن التفاعل بينه وبين باقي الممثلين، وخاصة في المشاهد المشتركة، يعكس روح العمل الجماعي التي كانت واضحة طوال تصوير المسلسل، وهو ما أضفى على الأداء مزيدًا من الإقناع والدفء.

 

عباس النوري في “آسر”، يظهر ليس فقط كممثل متمكن، بل كفنان قادر على إعادة تشكيل النصوص المألوفة وإضفاء روح جديدة عليها، مبرزًا قدرة الدراما العربية على التفاعل مع التحديات الفنية وتقديم أعمال تتحدث بلغة الجمهور وتلامس وجدانهم.

 

ريم حمزة

 

 

 

 

Related posts

لطيفة العرفاوي لـظافر العابدين : “فخورة بك ومتأكدة أن “غدوة” أحسن لتونس وللتونسيين

root

بكلمات مؤثرة: شريهان تعزي لطيفة العرفاوي إثر وفاة والدتها

يوم 9 مارس: تنظيم حملة نظافة شاملة لمدينة تونس العتيقة تحت شعار “شوارع المدينة دون بلاستيك”