تُفتتح مساء غد السبت 19 جويلية 2025 فعاليات الدورة 44 لمهرجان العبادلة الدولي بسبيطلة من ولاية القصرين، بعرض فني مميز بعنوان “الأوشام الصوفية” للفنان عبد المنعم الخشناوي، ابن الجهة، يرافقه الفنان علي عنينو. ويُختتم المهرجان، الذي يستمر حتى 18 أوت المقبل، بسهره طربية كبرى يحييها الفنان صابر الرباعي.
تُقام معظم السهرات على ركح المسرح الأثري بسبيطلة، الذي يتسع لـ976 متفرجًا، مع استثناء عرضين اثنين: العرض المسرحي الموجه للأطفال “كتاب الأماني” من إنتاج شركة “Green Theater” بصفاقس، والذي يُقام في دار الثقافة بسبيطلة، وعرض استعراضي بعنوان “La Ruine Electronique” يسلط الضوء على التراث المادي واللامادي من خلال عروض أزياء تقليدية وموسيقى راقصة، بالشراكة مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمندوبية الجهوية للسياحة والصناعات التقليدية. يقام هذا العرض في فضاء المعابد الثلاثة بالموقع الأثري بسبيطلة، ويهدف إلى تعزيز التعريف بالموقع التاريخي ودعم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أكد أمين مال جمعية مهرجان العبادلة الدولي، رضوان الهلالي، أن هذه الدورة مهداة لروح فقيد الساحة الثقافية بسبيطلة، الأستاذ عبد الله بوسطلة، أحد رموز المشهد الثقافي بالجهة، والذي كان يدير المهرجان بعد الثورة. وأضاف أن تزامن المهرجان مع أربعينية الراحل شكّل دافعًا قويًا لإحياء ذكراه، واصفًا الدورة بـ”دورة الوفاء”.
وأشار الهلالي إلى أن الهيئة المديرة، بالتعاون مع لجنة فنية تضم أعضاء من خارج الجمعية، أعدت برنامجًا فنيًا غنيًا يلبي مختلف الأذواق، رغم الصعوبات المالية الكبيرة التي تواجه المهرجان منذ عامين، حيث شهدت الميزانية تراجعًا ملحوظًا.
وتشمل برمجة الدورة 44 عروضًا متنوعة لفنانين من تونس وخارجها، حيث يُقام يوم 21 جويلية عرض فكاهي للفنان فيصل الحضيري بعنوان “Casting”، يليها يوم 29 جويلية سهرة للفن الشعبي مع الشاب بشير، ويُقدم يوم 31 جويلية عرض راب للفنان كازو. أما يوم 2 أوت، فسيكون الموعد مع المسرحية “بخّارة” للفنانة جميلة الشيحي، يليها يوم 4 أوت عرض تراثي للفنان رؤوف ماهر، ويُختتم الأسبوع يوم 6 أوت مع سهرة الفنان نوردو.
ويشهد المهرجان أيضًا عرضًا مسرحيًا كوميديًا للفنان كريم الغربي يوم 8 أوت، إضافة إلى عرض جزائري مع الفنان موح ميلانو يوم 12 أوت، وسهرة طربية مع الفنانة نوال غشام يوم 13 أوت. كما تتضمن البرمجة عرضًا باليه من بوركينا فاسو يوم 14 أوت ضمن التعاون الدولي، وعرضًا فلسطينيًا لفرقة جامعة الاستقلال يوم 16 أوت.
وأوضح الهلالي أن اختيار بعض العروض الشبابية تم بالتشاور مع الجمهور عبر استفتاءات وجلسات نقاش، في خطوة لتعزيز مشاركة الجمهور في صياغة المحتوى الفني لهذه التظاهرة الثقافية العريقة.
وعلى الصعيد المالي، أشار الهلالي إلى أن قيمة المشتريات خلال الدورة الحالية بلغت نحو 224 ألف دينار، مقابل مداخيل محدودة، مما يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه أكد أن الجمعية حرصت على تقديم عروض متنوعة تشمل الطابع الشعبي، الفكاهي، الطربي، بالإضافة إلى عروض موجهة للأطفال.
ونظرًا لسعة المسرح الأثري التي لا تتجاوز 976 مقعدًا، يواجه المهرجان تحديات لوجستية في استيعاب أعداد كبيرة من الجمهور، التي تصل عادة بين 4 إلى 5 آلاف متفرج. لذا، يتم التنسيق مع الحماية المدنية والوحدات الأمنية لتوسيع قدرة الاستيعاب ضمن الحدود المسموح بها.
يُذكر أن سعر تذاكر معظم العروض الفنية والمسرحية يتراوح بين 10 و15 دينارًا، مع توفير 4 عروض مجانية تشمل العرض المسرحي “كتاب الأماني”، عرض من كندا ضمن التعاون الدولي، العرض الاستعراضي للتراث المادي واللامادي، وعرض الباليه من بوركينا فاسو.