من أبطاله ظافر العابدين: فيلم “فلسطين 36” في القائمة القصيرة لجوائز الفيلم الأوروبي

يُواصل النجم التونسي ظافر العابدين حضوره اللافت في الساحة السينمائية الدولية، من خلال مشاركته في فيلم “فلسطين 36” للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، الذي أُعلن رسميًا عن وصوله إلى القائمة القصيرة لجوائز الفيلم الأوروبي في دورتها الثامنة والثلاثين، التي تنظمها أكاديمية الفيلم الأوروبي لتكريم أبرز الإنجازات في صناعة السينما بالقارة.

ويمثل الفيلم فلسطين في سباق الأوسكار لعام 2026 عن فئة أفضل فيلم دولي، في إطار حضور سينمائي عربي قوي على الساحة العالمية.

 

ظافر العابدين في تجربة عربية جديدة على الساحة الدولية

يُعد هذا العمل محطة جديدة في مسيرة ظافر العابدين، الذي يواصل بخطى ثابتة تعزيز حضوره في الإنتاجات السينمائية العربية والدولية ذات الجودة الفنية والرسائل العميقة. ويشارك العابدين في “فلسطين 36” إلى جانب نخبة من الأسماء الكبيرة من جنسيات مختلفة، على غرار النجم البريطاني جيرمي آيرونز (الحائز على جائزة الأوسكار) و الممثلة الفلسطينية هيام عباس وكامل الباشا، صالح بكري، ياسمين المصري، وجلال الطويل والممثل البريطاني بيلي هاول، وروبرت أرامايو،  إضافة إلى مجموعة من المواهب الفلسطينية الشابة مثل ورد حلو، يافا بكري، وكريم داوود عناية

 

دراما تاريخية تعيد قراءة لحظة مفصلية

“فلسطين 36” هو فيلم درامي تاريخي يعيد تقديم لحظة محورية في التاريخ الفلسطيني، إذ تعود أحداثه إلى عام 1936، إبّان اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى ضد الاستعمار البريطاني.

تدور القصة حول “يوسف”، شاب فلسطيني يعيش بين قريته والقدس، ويجد نفسه في مواجهة تصاعد الأحداث السياسية والاجتماعية، مع تزايد الهجرة اليهودية من أوروبا، والمطالبات الفلسطينية بالاستقلال. الفيلم يستعرض هذه اللحظة التاريخية من منظور إنساني، ويُقدّم شخصياته وسط صراع سياسي محتدم يُنذر بتغيرات كبرى في مصير المنطقة.

 

إنتاج دولي ضخم وتعاون عربي أوروبي

أُنجز الفيلم في إطار إنتاج مشترك بين عدة دول، وهي فلسطين، بريطانيا، فرنسا، الدنمارك، النرويج، قطر، السعودية، الأردن. وتولت شركة MAD Solutions توزيع الفيلم في العالم العربي.

ضمّ فريق الإنتاج أسماء بارزة من المنطقة والعالم، نذكر منهم المنتج الفلسطيني أسامة بواردي وعزام فخر الدين (أفلام فلسطين) وهاني فارسي ونيلز أستراند (كورنيش ميديا – بريطانيا) وأوليفييه باربييه (MK Productions – فرنسا) وكاترين بورس Snowglobe – (الدنمارك)

وحصل على تمويل من مؤسسات كبرى مثل:

BFI، BBC Film، مؤسسة الدوحة للأفلام، استوديوهات كتارا، صندوق البحر الأحمر، TRT، الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، Film I Väst، المعهد الدنماركي، Fondation Gan، مؤسسة آفاق، ومؤسسة السينما الفرنسية، وغيرها من الجهات العربية والدولية.

 

عرض عالمي أول وتصفيق لعشر دقائق

شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، حيث لقي استقبالًا حارًا من الحضور، تخلله تصفيق دام أكثر من عشر دقائق دعمًا لمضمون الفيلم ورسائله السياسية والإنسانية. وقد وصف النقاد الفيلم بأنه عمل بصري مؤثر يعكس نضج السينما الفلسطينية وقدرتها على مخاطبة جمهور عالمي.

 

آن ماري جاسر… صوت فلسطيني رائد

تقف خلف هذا المشروع السينمائي المخرجة والكاتبة الفلسطينية آن ماري جاسر، التي تُعد من أبرز الأصوات النسوية في السينما العربية المعاصرة. وهي أول مخرجة فلسطينية يُعرض فيلم لها في مهرجان “كان” (فيلم “ملح هذا البحر”)، وسبق أن مثلت كل أفلامها الروائية الأربعة دولة فلسطين في جوائز الأوسكار.

تُعرف جاسر بأسلوبها السينمائي الذي يمزج بين الجمالية البصرية والطرح السياسي الهادئ، وبدعمها للمواهب الشابة من خلال الإنتاج والتدريب والمشاركة الفاعلة في تطوير السينما المستقلة في العالم العربي.

 

حضور تونسي فني وإنساني

يُمثّل حضور ظافر العابدين في هذا العمل إضافة نوعية للمشروع، ليس فقط من الناحية الفنية بل من حيث دعم القضية الفلسطينية من خلال الفن، وهو ما يعكس حرص الفنانين التونسيين على المساهمة في الدفاع عن قضايا المنطقة، من خلال أعمال راقية تُنافس على أرفع الجوائز العالمية.

ويأتي هذا الفيلم ليُعزز من الحضور التونسي في المشهد السينمائي الدولي، في وقت تشهد فيه السينما التونسية والطاقات الفنية الوطنية إشعاعًا لافتًا في المهرجانات والمحافل العالمية.

 

Related posts

فيلم “بنات ألفة” لكوثر بن هنية يحصد جائزة ” سيزار” لأفضل فيلم وثائقي

وزارة الشؤون الثقافية تدرج 91 معلماً ضمن محميّة المعالم التّاريخية و الأثريّة

الليلة: راغب علامة يفتتح الدورة الـ24 من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون

قبل الأولى