احتفى مهرجان بغداد السينمائي، في دورته الثانية التي انطلقت يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، بالسينما التونسية كضيف شرف، تقديرًا لمكانتها المتميزة وإسهاماتها في إثراء المشهد السينمائي العربي والدولي.
وفي أجواء احتفالية، خُصص اليوم الأول من المهرجان، الثلاثاء 16 سبتمبر، لتكريم السينما التونسية على مسرح الرشيد في العاصمة العراقية بغداد، حيث صدحت أنغام النشيد الوطني التونسي إيذانًا بانطلاق فعاليات التكريم.
تكريم لمسيرة قرن من الإبداع السينمائي التونسي
في كلمته الافتتاحية، أشاد الدكتور جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين، بالتجربة السينمائية التونسية التي تجاوزت مائة عام، معتبرًا إياها إحدى التجارب الرائدة في العالم العربي، ومصدر إلهام للمبدعين في مختلف أنحاء المنطقة.
وخلال الحفل، تم تكريم روح المنتج التونسي الراحل نجيب عيّاد، أحد أبرز أعلام السينما التونسية الحديثة، عبر تسليم درع تكريمي تسلّمته السيدة منيرة منيف، مديرة الفنون السمعية البصرية بوزارة الشؤون الثقافية، نيابة عن عائلة الفقيد، وذلك بحضور عدد من السينمائيين والإعلاميين التونسيين والعرب.
كما افتُتحت عروض المهرجان بفيلم “صمت القصور” للمخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي، أحد أبرز الأعمال التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ السينما التونسية، ومثالاً على قوة الطرح السينمائي النسائي في تونس.
برنامج ثري يلقي للضوء على المشهد السينمائي التونسي
وتتواصل فعاليات تكريم السينما التونسية حتى الأربعاء 17 سبتمبر، ضمن برنامج متنوع يشمل:
تقديم وتوقيع كتاب “الكاميرا شاهدة على أجيال ما بعد الثورة” للدكتورة لمياء بالقائد، الذي يوثّق تحوّلات السينما التونسية بعد 2011.
عرض وتوقيع كتاب نقدي حول الفيلم الروائي الطويل للناقد العراقي مهدي عباس، يتناول فيه خصوصيات التجربة التونسية.
مائدة مستديرة بمشاركة عدد من المخرجين والمنتجين والنقاد من تونس والعراق والدول العربية، لمناقشة تحديات وآفاق الصناعة السينمائية في العالم العربي.
عروض أفلام تونسية تعكس تنوع التجربة
ويُعرض خلال المهرجان عدد من الأفلام التونسية الطويلة والقصيرة التي تمثّل مختلف الأجيال والتيارات السينمائية، ومنها:
“عالْحافة” – سحر العشي
“متى نلتقي بعد عام” – أماني جعفر
“لينو أفريكانو” – مروان نبيل
“رحلة” – جميل النجار
“يوم كيراتين” – سامي التليلي
“السودان يا غالي” (وثائقي طويل) – هند المدّب
“برج الرومي” – المنصف ذويب
هذه المشاركة التونسية الثرية تُعد شهادة جديدة على الحضور المتجدد والديناميكي للسينما التونسية في المحافل العربية والدولية، وتؤكد قدرتها على الجمع بين الأصالة والتجديد، وبين العمق الفني والانفتاح على القضايا الإنسانية.