فيلم “السودان يا غالي” للمخرجة التونسية هند المدب يفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في اختتام مهرجان بغداد السينمائي

أسدل الستار على الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي، وسط أجواء احتفالية كرّمت الإبداع العربي في مختلف تجلياته. وكان للسينما التونسية حضور مميز في هذه التظاهرة، التي اختارت تونس ضيف شرف لدورتها الثانية، تقديرًا لمكانة التجربة السينمائية التونسية وريادتها على الساحة العربية والدولية.

 

تتويج تونسي مزدوج

في ختام فعاليات المهرجان، تُوّج الفيلم الوثائقي “السودان يا غالي” للمخرجة التونسية هند المدب بجائزة أفضل فيلم وثائقي، بعد أن حصد إشادة واسعة من لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء. الفيلم، الذي يتناول واقع السودان من زاوية إنسانية وسياسية عميقة، استطاع أن ينقل نبض الشارع السوداني وتحولاته الراهنة بعد الثورة، برؤية بصرية مؤثرة وسرد سينمائي محكم.

 

من جهتها، خطفت المخرجة سحر العشي الأضواء بفيلمها القصير “عالحافة”، الذي نال جائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة، وهو عمل يتناول ثنائية الأمل والانكسار في حياة الشباب التونسي، مستعرضًا تحديات الواقع الاجتماعي والاقتصادي بلغة سينمائية حديثة، تعكس وعيًا فنيًا عميقًا وجرأة في الطرح والمعالجة.

 

السينما التونسية ضيف شرف.. ومركز للحوار الثقافي

ولم تقتصر مشاركة تونس في مهرجان بغداد على الجانب التنافسي فقط، بل كانت هذه الدورة مناسبة للاحتفاء الشامل بالسينما التونسية، التي شغلت مكانة محورية في فعاليات المهرجان. فقد خُصصت عروض خاصة لمجموعة من أبرز الأفلام التونسية، الحديثة منها والكلاسيكية، وهو ما أتاح للجمهور العراقي فرصة للتعرف على غنى وتنوع التجربة السينمائية التونسية، التي لطالما شكلت واجهة ثقافية مشرقة للعالم العربي.

كما احتضن المهرجان سلسلة من الندوات الفكرية والحوارات المفتوحة، جمعت بين مخرجين ومنتجين ونقاد من تونس والعراق ودول عربية أخرى. وقد تناولت هذه اللقاءات أهم التحولات التي شهدتها السينما التونسية، وتطور أدواتها الإبداعية، إلى جانب نقاشات حول سبل التعاون المشترك بين السينمائيين العرب، وضرورة دعم الإنتاج العربي المشترك.

 

رسالة فن ووحدة عربية

لقد شكّلت مشاركة تونس في مهرجان بغداد السينمائي أكثر من مجرد حضور فني، بل كانت رسالة ثقافية وإنسانية تعزز الروابط بين الشعوب العربية من بوابة الفن السابع. وقد عبّر العديد من المشاركين العراقيين عن إعجابهم الشديد بجودة الإنتاج التونسي وجرأته في تناول قضايا المجتمع، مؤكدين أن السينما التونسية أصبحت مدرسة قائمة بذاتها في العالم العربي.

Related posts

بداية من 29 جوان: الفيلم اللبناني “دفاتر مايا” في قاعات السينما التونسية

root

برنامج الدورة الأولى لمهرجان السينما في الصحراء بقصر غيلان

“المسرح في زمن المقاومة”.. محور ندوة فكرية بالمهرجان الوطني للمسرح التونسي