بعد عامين من الصمت: المهرجانات الموسيقية تستعيد صخبها في تونس والعالم العربي - avant-premiere

بعد عامين من الصمت: المهرجانات الموسيقية تستعيد صخبها في تونس والعالم العربي

بعد سنتين من الغياب بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا، تعود المهرجانات الموسيقية هذه الصائفة لصخبها ونشاطها المعتاد…

تونس: “قرطاج” و”الحمامات” يعيدان الحياة إلى المهرجانات الصيفية

من المنتظر أن تنتظم في تونس مختلف المهرجانات الصيفية وعلى رأسها مهرجاني قرطاج والحمامات حيث تم تعيين السيد كمال الفرجاني مديرا للدورة 56 لمهرجان قرطاج الدّولي، و هو موسيقار وشغل سابقا خطة مدير عام للمركز الثقافي الدولي بالحمامات وكان أيضا مستشارا لدى وزير الشؤون الثقافية سنة 2022.

وكان في شهر فيفري الماضي،  قد تمّ فتح باب الترشح للمشاركة في فعاليات مهرجان قرطاج الدولي حيث أعلنت المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية كافة المبدعين في مختلف ضروب الفنون والثقافة، والممارسين لمهنة الوساطة أو التعهد في إقامة الحفلات الفنية، وسائر الهياكل والمؤسسات التي تُعنى بإنتاج الأعمال الفنية وترويجها عن فتح باب الترشح للمشاركة في فعاليات مهرجان قرطاج الدولي في دورته 56 لسنة 2022 وذلك ابتداء من تاريخ إصدار البلاغ إلى غاية يوم 25 مارس 2022 بدخول الغاية، خلال التوقيت الإداري للمؤسسة.

ومن أول الفنانين الذين أعلنوا عن مشاركتهم في الدورة المرتقبة، نجد الفنانة شيرين عبد الوهاب التي أكّدت أنّها ستحيي حفل اختتام المهرجان…

أمّا بالنسبة لمهرجان الحمامات الدولي، فقد عقدت مؤخرا، بمقر وزارة الشؤون الثقافية جلسة عمل تحت إشراف وزيرة الشؤون الثقافية الدّكتورة حياة قطاط القرمازي وبحضور مدير المهرجان السيد لسعد سعيّد وأعضاء من هيئة التنظيم، وذلك في إطار متابعة الاستعدادات لتنظيم الدورة 56 من مهرجان الحمامات.

وتناول اللّقاء أبرز الاستعدادات اللّوجستية والفنّية والمالية لاحتضان مدينة الحمامات للدّورة 56 من المهرجان الدولي للحمامات وأهم محاور التصوّر الفني التي اشتغلت عليها هيئة التنظيم هذه السّنة ضمن عروض فنية وإبداعية محلية وأجنبية.

المغرب: المهرجانات الموسيقية في المغرب تسترجع حيوتها بعد شلل اضطراري

تستعيد مهرجانات الموسيقى الكبرى في المغرب صخبها هذا الصيف بعد عامين من التوقف الاضطراري بسبب أزمة كوفيد-19، بعدما وفرت هذه الأحداث للمملكة إشعاعا و”قوة ناعمة” على الساحة الثقافية الدولية.

ابتداء من شهر جوان الحالي ، سيتاح لجماهير الموسيقى الاستمتاع مجددا بإيقاعات متنوعة من أرجاء مختلفة من العالم، من الموسيقى الصوفية الهندية إلى أهازيج قناوة المحلية، مرورا بالفانك الكوبي وموسيقى تروبيكاليا البرازيلية، في مهرجانات متخصصة تقام في مدن مغربية عدة بينها فاس والصويرة والدار البيضاء.

تستقطب هذه الملتقيات التي تقام بأكثريتها بمبادرات خاصة، آلاف الرواد من المغرب والخارج، وتوفر للمملكة واجهة هامة لتحقيق إشعاع دولي.

وأوضحت رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية نايلة التازي: “تعتمد الحياة الثقافية في المغرب، خصوصا بعض المهرجانات التي أصبحت شهيرة، على قاعدة صلبة وواعدة”.

وهي تشكل “قوة ناعمة مهمة بالنسبة للبلد”، وفق التازي التي تنظم مهرجان قناوة بالصويرة (جنوب) منذ العام 1997.

سيكون هذا المهرجان أول مواعيد الموسم الفني في الثالث من جوان، وقد صار محطة أساسية بين المهرجانات الفنية في المملكة. وسيقام الحدث لأول مرة هذا العام في صيغة متنقلة، مقدما عروضه في مدن الصويرة ومراكش والدار البيضاء والرباط  حتى 24 جوان 2022 .

على مر الدورات، نجح هذه المهرجان في إعادة الاعتبار لموسيقي قناوة، وبناء جسور بينها وبين الجاز والبلوز، مستقطبا جمهورا شابا يصل حتى 300 ألف متفرج في ثلاثة أيام.

تعود جذور هذه الموسيقى الروحية إلى أحفاد العبيد المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، قبل أن تصبح جزء من التراث الفني الشعبي في المغرب. وقد أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي غير المادي عام 2019.

يشمل برنامج هذه الدورة عروضا “لمعلمين”، وهو الاسم الذي يُطلق على فناني قناوة، بينهم مخضرمون وآخرون من جيل الشباب مثل أسماء حمزاوي، وهي من النساء القليلات اللواتي يمارسن هذا الفن الذي يهيمن عليه الذكور.

يستضيف المهرجان أيضا فنانين من الخارج مثل مغني الفولك الانقليزي بيرس فاكيني، والكوبي سيمافانك…

في مدينة فاس التي تُعد إحدى العواصم التاريخية للمملكة، يعود مهرجان الموسيقى الروحية الذي حقق هو الآخر إشعاعا دوليا على مر الدورات، في الفترة ما بين 9 و12 جوان. ويقام هذا العام تحت شعار “المعمار والمقدس”.

وأوضح المدير الفني للمهرجان برونو مسينا أن اختيار هذا الموضوع يرتبط بالتشابه بين الإبداع الموسيقي والبناء المعماري، قائلا إن “كل شيء في الموسيقى عبارة عن هندسة وزخرفة، وبناء للخطوط والفراغات والتراكيب”.

انطلق هذا المهرجان في العام 1994، وأشادت به منظمة الأمم المتحدة في العام 2001 باعتباره حدثا رئيسيا ساهم في الحوار بين الحضارات. وسبق أن استضاف فنانين كبارا من أمثال الأيسلندية بيورك والأمريكية باتي سميث وباربارا هندريكس.

تتمحور دورة هذا العام على أنشودات فرقة “روحاني سيسترز” الكلاسيكية الهندية، والفنانة الكازاخستانية سانية إسماعيل التي تؤدي موسيقى “الأوي غور” التقليدية، وجوقات سردينيا الإيطالية.

كذلك استعادت الدار البيضاء مهرجانها للجاز بين 1 و3 جوان ببرنامج حافل، شمل عروضا لفنانين من قامة جيلبرتو جيل ومولاتو أستاتكي وبن هاربر وإبراهيم معلوف وأساف أفيدان…

في المقابل، يستمر غياب مهرجان موازين إيقاعات العالم الذي يُعد الأكبر في إفريقيا، وتحتضنه العاصمة الرباط.

تقام هذه المهرجانات تحت رعاية الملك محمد السادس، وهي ليست موجهة فقط للإشعاع الخارجي، بل تطمح أيضا إلى استهداف فئات أوسع من الجمهور المغربي.

غير أن الاهتمام بالمهرجانات الموسيقية لا يزال بعيدا عن أن يمثل سياسة عامة متكاملة للتنشيط الثقافي في الميدان، كما يسجل تقرير رسمي حول نموذج تنموي جديد للمغرب في أفق العام 2035.

وينبه التقرير إلى أنه على الرغم من “الدعم الملحوظ لتنظيم تظاهرات وفعاليات وطنية ودولية… غير أن هذه العناية لم تتم بلورتها كسياسات عمومية، كما يدل على ذلك ضعف الموارد المالية والبشرية المخصصة لها”.

لبنان: مهرجانات بعلبك الدولية تستعيد جمهورها بأربع حفلات هذا الصيف

يعود الجمهور للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات إلى مهرجانات بعلبك الدولية في شرق لبنان خلال الصيف المقبل، بعد غيابه في العامين الماضيين بسبب جائحة كوفيد-19، في حدث شدّد منظموه الاثنين على أنه “مقاومة ثقافية” في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في لبنان.

وأكدت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج في بيان أن إقامة الحدث الذي يشمل أربع حفلات ويمتد من 8 إلى 17  جويلية القادم، “في هذه الأوقات التي يشهد فيها لبنان أزمات متتالية”، يمثّل “تحدياً وشكلاً من أشكال المقاومة الثقافيّة”.

و شددت على ضرورة عدم تخلّي لبنان عن “دوره كركن فني وثقافي  وعن التزامه الثابت تجاه جيل الشباب”.

وذكّرت بأن مهرجانات بعلبك الدولية “حرصت مدى السنوات الماضية على أن تحافظ على دورها كمنارة ثقافية وتكيفت مع القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19 ومع الواقع الاقتصادي المستجد في البلاد”، من خلال الاكتفاء ببث حفلتَي دورتَي 2020 و2021 على محطات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح محافظ منطقة بعلبك – الهرمل بشير خضر أن “الحياة ستعود هذه السنة إلى بعلبك” التي “اشتاق أهلها إلى المهرجانات”، معتبرا أن الحدث العريق الذي أقيم للمرة الأولى عام 1955 يشكّل هذه السنة “بصيص أمل ومساحة للفرح رغم كل الظروف”.

ويعود الجمهور بالفعل “إلى أدراج معبد باخوس”، بحسب دو فريج بعدما استقطبت نسختا المهرجان الافتراضيتان “أكثر من 17 مليون مشاهدَة”، حسب ما أوضحت.

ويفتتح المهرجان في 8 جويلية بحفلة هي بمثابة تحية “للموسيقى والأغنيات اللبنانية التراثيّة”، بحسب ما وصفتها دو فريج، تحييها المغنية اللبنانية سميّة بعلبكي، فيما يتولى إدارة الأوركسترا المايسترو لبنان بعلبكي.

واستكمالا “لالتزام المهرجان دعم المواهب الشابة”، تطل في 10 جويلية فرقة أدونيس التي تعنى بموسيقى البوب- روك .

وطُعّم المهرجان بأمسية فلامنكو وجاز في 11  جويلية مع عازف الغيتار والمؤلف الإسباني خوسيه كيفيدو بوليتا في حفلة عنوانها “كواتيكو تريو”، يرافقه فيها غناء رافاييل دياوتريرا وعلى الإيقاع كارلوس مورينو.

ويُختتم الحدث في 17 من ذات الشهر بحفلة أُعدّت خصّيصا لمهرجانات بعلبك، بتوقيع عازف البيانو اللبناني – الفرنسي سيمون غريشي الذي كان وراء مبادرة إقامة حفلة لدعم مهرجانات بعلبك في معهد العالم العربي في باريس في ديسمبر المنصرم.

وترافق غريشي الراقصة الإيرانية رنا غرغاني والمؤلف الموسيقي الإيطالي جاكوبو بابوني شيلينجي.

ويشهد لبنان عادة خلال الصيف الكثير من الحفلات والمهرجانات الموسيقية في مختلف أنحاء البلاد، لكن هذه الأحداث الفنية غابت بصورة شبه كاملة عن البلاد خلال العامين الماضيين بسبب الجائحة التي فاقمت تبعات الانهيار المالي الذي صنّفه البنك الدولي من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850.

الأردن: “جرش 36” .. بحلة جديدة وبمشاركة فنانين أردنيين وعرب

وفي الأردن، أعلنت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، أن مهرجان جرش 2022 بدورته 36 سيتم خلال هذه الدورة البناء على الانجازات التي تحققت سابقا، وسيظهر المهرجان بحلة جديدة ليكون مستداما في خارطة المهرجانات العالمية، وسيكون للمثقف والفنان والموسيقي الأردني دور فيه.

ونوّهت النجار عبر مقابلة تلفزيونية، إن إربد عاصمة الثقافة العربية يمثل الأردن بكافة جماليته، فالحديث عن عاصمة الثقافة لا يعني عدم الاستثمار بمواهب الشباب وابداعاتهم والتنمية الاقتصادية.

ولفتت النجار أن الأردن لديه تربة خصبة وجذور يفخر بها وقيادة حكيمة، ونماذج انسانية هامة نتعلم منها ونجدد البناء عليها، فالأردن بني على مشروع وطن ومواطنة ودولة تحتفي بناسها وابداعهم، فالموروث البشري والمورد البشري أغلى ما نبني عليه ونستثمر به، و أن المشاريع والبرامج التي ستنفذ في إربد عاصمة الثقافة العربية ستكون مستدامة وتنعكس على حياة المواطن في إربد.

ولفتت إلى أن مهرجان جرش للعام الحالي سيتم خلال دورته البناء على الانجازات التي تحققت سابقا، وسيظهر المهرجان بحلة جديدة ليكون مستداما في خارطة المهرجانات العالمية، وسيكون للمثقف والفنان والموسيقي الأردني دورا فيه. وأشارت إلى أنه سيكون هناك فعاليات على كافة مسارح جرش، وستكون هناك فعاليات في شارع الأعمدة، وسيكون هناك تنوع في كافة الفعاليات، وسيكون هناك شراكة مع مختلف الوزارات، وأن وزارة الثقافة تعمل على تمكين مديرياتها في كافة محافظات المملكة، فكل مدير مديرية هو وزير للثقافة في موقعه.

بدورها نوهت وزيرة الثقافة، رئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، هيفاء النجار، بأن فعاليات الدورة 36 للمهرجان التي ستنطلق خلال الفترة من 28 جويلية إلى 6 أوت المقبل في مدينة جرش الأثرية، مؤكدة النجار خلال الاجتماع الأول للجنة العليا للمهرجان الذي عقد في وزارة الثقافة مؤخرا، بحضور أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، إنه سيجري العمل من خلال هذه الدورة على إطلاق طاقات الشباب أبناء الأردن وأبناء المنطقة مركزين على القيم الإبداعية الخلاقة.

ولفتت النجار، وفقا لبيان صحفي صادر عن إدارة مهرجان جرش، أن هدف المهرجان هو تقديم الثقافة الأردنية والمبدع الأردني، وخلق فرص للترويج والتعريف بالصناعات الثقافية الأردنية، مشيدة بالدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الوطنية الشريكة من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والوزارات، وعلى رأسها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وأن الوزارات المعنية ببرامج المهرجان تبذل ما بوسعها من أجل إنجاح المهرجان وعلى مدار دوراته المختلفة، لافتة إلى أن هذه الدورة ستشهد تعاونا واسعا بين مهرجان جرش، ووزارتي الشباب والسياحة والآثار وأمانة عمان الكبرى ونقابة الفنانين الأردنيين ورابطة الكتاب الأردنيين.

وأكدت النجار أن “جرش” ليس مجرد حفلات فنية، وإنما هو ترسيخ لقيم ثقافية وإبداعية أردنية نتشارك جميعا في تكريسها وتفعيلها، وأن تكون إطارا للمشروع الفني والثقافي للمهرجان. وبينت أن المهرجان كان وسيبقى علامة مهمة على خريطة الثقافة العربية والعالمية، ولا بد أن يبقى مؤشرا على الحراك الثقافي الأردني وتنوعه، منوهة بأن تاريخ المهرجان ظل حاضرا في المشهد الثقافي العربي والعالمي، مكرسا للتنوع الثقافي والإنساني، وبأنه سيجري الاحتفاء في المهرجان بشاعر الأردن عرار بوصفه رمزا للثقافة العربية.

Related posts

يوم 26 ديسمبر: اختتام البطولة الوطنية للمطالعة في دورتها الثالثة

نجوم تركيا يشاركون بجمع التبرعات للمناطق المتضررة من الزلزال

ريم حمزة

عائشة بن أحمد: ردود الأفعال حول مسلسل “مذكرات زوج” فاقت توقعاتي