كسوة الكعبة.. زينة البيت العتيق - avant-premiere

كسوة الكعبة.. زينة البيت العتيق


يحظى حجاج بيت الله الحرام دون غيرهم برؤية الكعبة بكسوتين، الأولى عند وصولهم مكة المكرمة قبل الثامن من ذي الحجة لأداء مناسك الحج، والثانية عند إفاضتهم من منى للطواف حول الكعبة بقصد إتمام أركان الحج، حيث تكون الكعبة قد تزينت بكسوتها المذهبة الجديدة في التاسع من ذي الحجة وقت وقوف الحجاج في عرفة.
لكسوة الكعبة قصة يرتبط تاريخها بتاريخ الكعبة نفسها، فقد كان العرب عبر التاريخ يتسابقون لنيل هذا الشرف، فكان يكسوها ميسوروهم وملوكهم وعامتهم بكل ما تيسر، إلى أن جاء الإسلام فتحمل الخلفاء هذه الكسوة وتباروا في تصميمها وإتقان صناعتها وجودة موادها، كي تليق بمكانة الكعبة وعظمتها في أفئدة المسلمين.

وقد اقتصرت كسوة الكعبة قبل الإسلام على حُصُر من خوص النخيل، ثم استخدم فيها الجلد والمنسوجات اليمنية، وفرضت قريش منذ عهد زعيمها قصي بن كلاب الكسوة على قبائلها حسب ثرائها.

وكسا الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه أبو بكر الصديق الكعبة بالثياب اليمنية.

وفي عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما استخدِم في كسوتها القماش المصري المعروف بالقباطي، وهو ثياب أبيض رقيقة، فلما تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة كسا الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من الديباج.

وكان أول من كساها بالحرير الأسود هو الخليفة العباسي المهدي، الذي أمر ألا يوضع عليها غير ثوب واحد بعد أن كانت الكساء تتراكم عليها حتى كاد بناؤها يتداعى، ومنذ عصره استقر لون كسوة الكعبة الخارجية على اللون الأسود.

وانتقلت المسؤولية عن كسوة الكعبة -بعد ضعف العباسيين- إلى سلاطين مصر، خاصة أيام الفاطميين ثم المماليك، ثم انتقل أمرها إلى العثمانيين، ليعود بعد ذلك إلى المصريين أيام دولة محمد علي باشا، حيث أنشئ عام 1818 مصنع دار كسوة الكعبة في حي “الخرنفش” بالقاهرة، وكانت تحمل من هناك سنويا إلى مكة في احتفال كبير يسمى “المحفل”.

توقف العمل بهذا المصنع في 1926 عندما قام الملك عبد العزيز بكسوة الكعبة بالحرير الأسود وأنشأ في مكة مصنعا لصنع هذه الكسوة، ثم أمر الملك فيصل بتجديد المصنع الموجود في “أم الجود” بمكة، فافتتح عام 1397هـ، ويتألف من 6 أقسام متخصصة هي: الحزام والنسيج اليدوي والصباغة والنسيج الآلي والطباعة والستارة الداخلية.

ويعمل مصنع الكسوة على مدار العام لإنتاج كسوة واحدة، تكتمل مراحل إنتاجها في 10 أشهر، لتبدأ الاستعدادات لإنتاج كسوة العام المقبل. وتسلم كل عام عند بداية شهر ذي الحجة لتنقل إلى الكعبة.

Related posts

استشهاد أفراد من عائلة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح

زلزال بقوّة 5.3 درجات في البحر المتوسط

اشتباكات عنيفة في جنين

Wa Lid