أيام قرطاج الموسيقية: أماني الرياحي تقدّم عرض “كيما الريح” في قاعة المبدعين الشبان

“ذات يوم سألت معلمتي: لماذا لم يخلق الله رسولة؟  فاتهمتني بالكفر… ذات يوم سمعت صوتا يأخذني إلى النور، إلى حيث الله”

بهذه الكلمات قدّمت أماني الرياحي مشروعها “كيما الريح” الذي عرضته لجمهور الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية مساء الثلاثاء 24 جانفي بقاعة المبدعين الشبان، “كيما الريح” هو اختزال تجارب شخصية ومواقف إنسانية عاشتها هذه الفنانة الشابة وتركت أثرا في نفسها لذلك وصفت ألبومها بأنه حركة مقاومة ضدّ بيئة ترفض الغناء والموسيقى “كالعصفور الحالم بالطيران، لكنه يخشى الجرح، فعاش كما الريح… لا نار ولا مطر” هي مقاطع من أغنيتها الأولى التي كتبت كلماتها برهافة في المعنى وانسيابية في النفس الشعري، كتابة حرّة لا تتقيّد بالشكل التقليدي للقصيد وإنما تكسره لتخلق إيقاعها الخاص داخل المعنى والمبنى.

تنقلت أماني الرياحي بين مجموعات موسيقية مختلفة لكنها تلتقي في فكرة الالتزام بالقيم والقضايا الإنسانية العادلة قبل أن تؤسس مجموعتها التي رافقتها في عرض مساء الثلاثاء والمتكونة من شهاب بعزاوي (ساكسفون) وسليم عبيدة (باص) وعلاء بن فقيرة (كلافيي) ويوسف سلطانة (باتري) ودنيا حطاب (فلوت) وهي مجموعة منسجمة اختارت إيقاع الجاز لونا لها وبحثت عن كلمات من مواقع مختلفة عربية فصحى كقصيد الراحل السوري نزار قباني “أحبك… والبقية تأتي” أو من تدوينة على الفيس بوك أعجبتها فحوّلتها إلى أغنية “نحب نطير وما نخاف، في فيلم وإلا في قصة تتجلّى الدمعة والغصّة… وتتخبّى في حضن كبير” وكذلك في إحساس انتابها بعد فشل ما فتكتب “نور الشمس في عيونك” و “احكيلي حكايات الحب”… كلها نصوص تتميّز بشاعرية عالية أدّتها أماني الرياحي بإحساس مرهف وصوت دافئ رقيق تتحكّم في ذبذباته وتوجّهه حسب سياق المعنى وهو وجداني إنساني نابع من الروح وقد ساهم هذا المعطى في محو المسافة بينها وبين الجمهور الشاب الذي اقترب من الركح ليشكّل حالة من الانسجام الفني الجميل.

اختارت أماني الرياحي أن تختم عرضها بمعزوفة على إيقاع الجاز تماهت فيها كل الآلات واستعرض العازفون قدراتهم الحرفية في العزف مما يؤكّد بما لا يدع مجالا للشك أن لهذه المجموعة مستقبل واعد في المشهد الموسيقي التونسي والعربي ولما لا العالمي خاصة وهي “كما الريح” لا تستقرّ على حال تبحث عن التجديد وتلتزم بنشر القيم الإنسانية النبيلة

Related posts

تايلور سويفت تسجل رقما تاريخيا في جوائز غرامي

“للا السندريلا” مفاجأة الوطنية الأولى في رمضان

تأجيل الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب