التهديدات تتصاعد من كل الجهات هل يشتعل الصراع النووي في اوكرانيا ؟ - avant-premiere

التهديدات تتصاعد من كل الجهات هل يشتعل الصراع النووي في اوكرانيا ؟

تصاعدت التهديدات باللجوء الى السلاح النووي من قبل الجانب الروسي مع احتدام الصراع بينها وبين اوكرانيا المدعومة من الغرب . ويؤكد مراقبون أن قرار البيت الأبيض إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا هو قرار تصعيدي خاطئ قد ينقل الحرب الأوكرانية إلى مرحلة شديدة الخطورة .

وفي ختام اجتماعات أعضاء حلف شمال الأطلسي، صدر بيان للناتو يحذر من استفزاز أعضاء الحلف بالأسلحة النووية، مقدمين ضمانات قوية لبعضهم، فيما انتقدت الصين وروسيا ما صدر عنهم. وفي البيان الختامي أكد الحلف امتلاكه قدرات متفوقة على أي خصم، مشددا على أنه قادر على تحميل عدوه كلفة عالية.

كما جاء في البيان أن أي استخدام للسلاح النووي ضد الحلف سيغير تماماً طبيعة النزاع. وتابع أن قوات الحلف النووية الاستراتيجية تعد أكبر ضمان لأمن الحلفاء. وأعلن المصادقة على 3 خطط للدفاع الإقليمي من القطب الشمالي حتى البحر الأسود، موضحًا أن مبادرة الدفاع الصاروخي ستكون مكملة لاستراتيجية الردع النووي ولا تحل محلها.وقد  أتت هذه التطورات بعد ساعات قليلة من تحذير ديمتري ميدفيديف، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، من أن زيادة حلف شمال الأطلسي مساعداته العسكرية لأوكرانيا تقرب الحرب العالمية الثالثة. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قد قال: إن قادة الحلف قدموا خلال قمّتهم في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، خطة دفاعية شاملة لمواجهة روسيا. من جانبها ردت وزارة الخارجية الصينية على بيان الناتو قائلة: “إننا نحثّ حلف شمال الأطلسي   على وقف الاتهامات الباطلة والتصريحات الاستفزازية والتخلي عن عقلية الحرب الباردة”.

وأشارت الخارجية الصينية إلى أنّه “على الناتو التوقف عن العبث بأوروبا ووقف محاولات إفساد منطقة آسيا والمحيط الهادئ”، معتبرةً أنّ “الناتو ضخّم التهديد النووي الصيني بطريقة غير مسؤولة خلال السنوات الأخيرة، وهذا أمر غير صحيح”. وشدد بيان الخارجية الصينية على أنّ “قضية شبه الجزيرة الكورية سياسيّة أمنيّة وعلى الجهات تعزيز آلية السلام ونزع السلاح النووي”، مؤكدة “أننا نحث الولايات المتحدة على احترام سيادتنا ومصالحنا في منطقة بحر الصين الجنوبي، والتوقف عن إثارة المشاكل”. وأشارت الخارجية الصينية إلى أنّ “اليابان تُعرّض المجتمع الدولي للخطر، بسبب خطة صرف المياه المشعة من محطة فوكوشيما النووية”.

ضرب دول أوروبية

اما الجانب الروسي فقد هدد بشن ضربات ضد دول أوروبية.وقد حذر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي من شن ضربات ضد دول أوروبية في حال اصطفت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى جانب أوكرانيا في الحرب مع بلاده. وتابع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي “حسنا، هل سألت سكان هذه البلدان من منهم يريد الحرب مع روسيا؟ هل يريدون حقا ضربات تفوق سرعة الصوت على أوروبا” وفق ما نقلت مراسلة وكالة الأناضول. وتساءل ميدفيديف -الذي شغل منصب الرئاسة الروسية الفترة بين 2008 و2012- عن رأي الولايات المتحدة “لأنه سيؤثر عليهم أيضا”.

مخاوف من النووي

على صعيد متصل أثار مقال للعالم السياسي الروسي سيرغي كاراجانوف، تحت عنوان “الاستخدام الحصري للأسلحة النووية لمنع كارثة عالمية وإنقاذ البشرية”، جدلاً واسعاً، إذ قال فيه: “يمكن أن يكشف الاستخدام المستبق للأسلحة النووية الروسية عن مدى خطورة روسيا على الغرب”. ومع مواجهة الجيش الروسي لهجوم مضادّ من قِبل أوكرانيا على طول جبهة القتال في منطقة الدونباس، عاد الحديث مؤخراً عن استخدام موسكو للأسلحة النووية، للفوز في الصراع والخروج من المستنقع الذي توجد فيه حالياً. وتسبّب حدثان رئيسيان في الرجوع إلى هذا الطرح: النقاش في روسيا حول استخدام الأسلحة النووية، وقرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وضع صواريخه التكتيكية النووية في بيلاروس.

وأثار مقال للعالم السياسي الروسي سيرغي كاراجانوف، تحت عنوان “الاستخدام الحصري للأسلحة النووية لمنع كارثة عالمية وإنقاذ البشرية”، جدلاً واسعاً، إذ قال فيه: “يمكن أن يكشف الاستخدام المستبق للأسلحة النووية الروسية عن مدى خطورة روسيا على الغرب”.

ويلفت -في مقاله الذي نُشر في مجلة بروفايل الروسية- إلى أنّه “يجب إعادة إشعال نار الخوف من أجل حل الصراع بين روسيا والغرب، وإلّا فإنّ البشرية محكوم عليها بالانقراض”.

وأثارت رسالة كاراجانوف جدلاً ودفعت إلى ردود فعل عددٍ من مختصي العلوم السياسية الروس، رحّب بعضهم بها بحذرٍ، فيما يحذّر آخرون من هجوم نووي محتمل لا ينبغي أن يحدث أبداً، كونه خطراً قد يؤدي إلى خراب روسيا.

أمّا بالنسبة إلى قرار فلاديمير بوتين بنشر الأسلحة النووية في بيلاروس، فقد رأى الغرب في ذلك تهديداً مباشراً لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، لكنّه أيضاً قد يشكل ضغطاً إضافياً على دول البلطيق وبولندا لوقف دعم أوكرانيا عسكرياً، فيما يرى الجانب الروسي أنّ تنظيم تمارين تكتيكية بوجود سلاح نووي في بولندا يبرّر قرارها.

ولدى روسيا ثلاث وسائل لضمان ردعها النووي، تتمثل في: الطيران الاستراتيجي، والغواصات الصاروخية، والصواريخ الباليستية. وتعتبر التحديثات الحالية وتحسين القوة النووية الروسية جزءاً من خطة لتعزيز قدرات روسيا العسكرية العامة ورفع مستوى تأثيرها الجيوسياسي، ومن المعروف أنّ الأسلحة النووية تمتلك قدرات هائلة في الردع، ويتطلب استخدامها ضوابط وتقييدات دقيقة ومسؤولية عالية.

يعتقد الروس أنّ توجيه أو نشر سلاح نووي أو سلاح دمار شامل تجاه روسيا أو حلفائها يشكل خطراً، ولكن الخطر ليس دائماً مرادفاً لتهديد بأسلحة الدمار الشامل.

وتنظر موسكو إلى تراكُم قوى الخصوم في المناطق البرية والبحرية المجاورة للاتحاد الروسي، ونشر دول الخصم لمنظومات الدفاع الصاروخي والصواريخ الباليستية والصواريخ الجوية قصيرة ومتوسطة المدى والأسلحة الدقيقة والأسلحة فائقة السرعة والطائرات دون طيار وأسلحة الطاقة الموجهة (مثل الليزر)، على أنّها مخاطر تتطلب وضع نظام الدفاع النووي الروسي في حالة تأهب. هذا يمثل بوضوح حالة التصادم بين حلف شمال الأطلسي الواقعة اليوم، من خلال وكيلها الأوكراني وروسيا، وهذا ينطبق بشكل خاص على الوضع في كييف، إذ سلَّم حلفاؤها صواريخ طويلة المدى مثل ستورم شادو أو صواريخ تكتيكية مثل أتاكمز، قادرة على الضرب بعمق داخل الأراضي الروسية.

في الختام، نستطيع القول إنّ سلسلة من الهزائم التكتيكية لروسيا في أوكرانيا -إذا حدثت- لا تشكل سبباً صريحاً لاستخدام الأسلحة النووية، خصوصاً باعتبارها وسيلة هجوم مباشرة، وتنحصر استخدامات موسكو للأسلحة النووية في الأسباب التي جرى ذكرها في “العقيدة النووية العسكرية”، كسلسلة من الهجمات تستهدف المؤسسة السياسية والعسكرية الروسية، شخص فلاديمير بوتين، أو قصف يستهدف المنشآت النووية الروسية على أراضيها ويسبب أضرارا.

 

Related posts

بوتين: مهمّتنا بناء عالم جديد

وزير الدفاع المصري: قضية فلسطين تواجه منحنى شديد الخطورة

Wa Lid

تعرف على حجم خسائر الحرب على القطاع

Wa Lid