النادي الصفاقسي :جمعية بلا رئيس .. انقسامات بين رجالات النادي .. شبهات فساد في الانتدابات وأزمة مالية تتفاقم - avant-premiere

النادي الصفاقسي :جمعية بلا رئيس .. انقسامات بين رجالات النادي .. شبهات فساد في الانتدابات وأزمة مالية تتفاقم

يواصل النادي الصفاقسي التمارين بملعب الطيب المهيري بصفاقس في انتظار سفره يوم 24 جويلية للمشاركة في نهائيات كأس الملك سلمان للأندية العربية البطلة التي تحتضنها المملكة العربية السعودية بداية من يوم 27 جويلية .علما وأن السي آس آس يتواجد ضمن المجموعة الأولى التي تضمّ كذلك التّرجّي الرياضي التّونسي واتّحاد جدّة السّعودي ونادي الشّرطة العراقي.

يعيش الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب خلال الأسبوع الفارط على وقع ” تسونامي ” من التصريحات النارية صادرة عن عدة أطراف بالفريق ، تضمنت تبادلا للتهم بين رجالات النادي ومسيرين ولاعبين قدامى … وكشفت عمق الأزمة والانقسامات الداخلية بالنادي الصفاقسي . ذلك أن الفريق تنتظره مشاركة في البطولة العربية نهاية الأسبوع القادم ومازال يعاني من نقص الرصيد البشري وأزمة مالية خانقة وغياب هيئة مديرة منتخبة .

فراغ تسييري

النادي الصفاقسي هو الفريق الذي بقي بلا رئيس هيئة مديرة قارة ،وأشرفت على تسييره هيئة وقتية أكثر من سنة ونصف . وضعية ” المؤقت ” تكشف حالة الخوف من المجهول وانعدام الثقة بين العائلة الموسعة للفريق ، غابت الأموال وتبخرت الوعود بالدعم المادي ، وتعطلت لغة الكلام بين الجميع ، وافتقدت الشفافية في الأفعال والأقوال من طرف المسؤولين . رؤساء الهيئة التسييرية الوقتية منذ انسحاب الرئيس المنتخب المنصف خماخم في 26 جانفي 2022 فشلوا في إقناع شخصية رياضية لخلافتهم على رأس الهيئة المديرة في انتخاب جلسة عامة رسمية . المنصف السلامي الرئيس السابق للهيئة العليا للدعم والأب الروحي للسي آس آس انسحب من رئاسة الهيئة التسييرية بعد أن أدلى بتصريحات نارية شكّك من خلالها في تصرفات بعض المسؤولين بالجمعية واتهم آخرين بالتمعش والفساد المالي ليخلفه محمد الطرابلسي في 26 أوت 2022 . لقد كانت لحظة فارقة في تاريخ نادي عاصمة الجنوب ، وكان من الأجدر وقتئذ أن يجلس الجميع حول نفس الطاولة لوضع حد لأزمة الرئاسة ، لأن الوضع أصبح خطيرا واستثنائيا لأحد أكبر الأندية  في تاريخ كرة القدم التونسية . ولكن لم يفهم الجميع الدرس، وفسح المجال أمام هيئات وقتية ” ولدت ميّتة ” وفاشلة قبل أن تباشر مهامها .

صراعات وتجاذبات

بالعودة إلى بداية سنة 2022 ، اضطر المنصف السلامي بصفته رئيس اللجنة العليا للدعم إلى إقناع المنصف خماخم بالانسحاب نزولا عند رغبة عدة أطراف وعدت بإعادة بناء النادي الصفاقسي الذي سيعود لسالف إشعاعه ويحقّق المعجزات والتتويجات . غير أن الصدمة كانت كبيرة للجميع ، غادر خماخم رئاسة الهيئة المديرة ” مكرها ” ، وفشلت العائلة الموسعة لنادي عاصمة الجنوب في رصّ الصفوف ، وأصبح الجميع يخشى من الترشح للرئاسة وعن مصير ما قد يضخه من أموال في خزينة الجمعية . ولعلّ المبلغ الهزيل ( 150 ألف دينار ) الذي تمكنت من جمعه حملة الدعم بالعاصمة مؤخرا ، يؤكد خشية رجالات النادي من المجازفة برئاسة الهيئة المديرة وأزمة الثقة التي أصبحت سائدة بين الجميع . ويبقى عدم ترشح حسان شعبان لرئاسة الهيئة المديرة أكبر دليل على أن الصراعات الداخلية والإنشقاقات بين رجالات النادي قد عصفت بالجمعية . شعبان – الذي يحظى بدعم عبد العزيز المخلوفي وبقية أعضاء اللجنة العليا للدعم – يخشى تقلد المسؤولية في الوقت الراهن مما يقيم الدليل على أن هناك أطراف أخرى ستقف على الربوة تنتظر مصير الفريق وهو يتخبط في مشاكل مالية وإدارية وتسييرية … وهناك شق آخر لن يقدم يد المساعدة وسيكتفي بعرقلة المسيرة بالتصريحات الإعلامية وبث الأقاويل ويضم الأطراف التي لن تجد لها مكانا ضمن الهيئة الفاعلة . بقي طرف ثالث وهو الذي يضم أنصار الرئيس السابق للسي آس آس لطفي عبد الناظر ، ويتزعمهم الناصر البدوي المدير الرياضي السابق . هذا الشق يحاول قدر الإمكان البقاء بعيدا عن المشهد لكنه بالمقابل يسعى إلى اتخاذات القرارات الحاسمة بالفريق من وراء ستار ، إنه الطرف الذي يعتبر العضد الأيمن لحسان شعبان لكنه في حقيقة الأمر غير ذلك . يريد هذا الطرف أن تتواصل وضعية الهيئة الوقتية لأن وصول شعبان لرئاسة الجمعية سيحرمه من التواجد ضمن الهيئة المديرة سواء تعلق الأمر بمواقف العائلة الموسعة للسي آس آس أم بردّة فعل الجمهور الرافض لعودة الوجوه القديمة للتسيير مثلما أكّد ذلك المنصف السلامي إثر انسحاب المنصف خماخم من رئاسة النادي الصفاقسي . من الصعب أن تتوحد الأطراف الداعمة لنادي عاصمة الجنوب في الوقت الراهن نظرا لحدة الخلافات والانشقاقات بين الجميع، وسيدفع الفريق الثمن باهظا جراء ذلك، حيث غابت التتويجات والانتدابات وتفاقمت الأزمة المالية .

الرصيد بشري و أزمة الانتدابات

الرصيد البشري للنادي الصفاقسي متواضع جدا ومن المنتظر أن تكون نتائج الفريق في دوري مجموعات مسابقة كأس الملك سلمان للأندية العربية البطلة نهاية شهر جويلية الجاري كارثية . غادر حارس المنتخب أيمن دحمان نحو تجربة احترافية بفريق الحزم السعودي ومحمد كانتي نحو الدوري القطري وتم فسخ عقود إسماعيل دياكيتاي ونوزر الزمان الزموري ومحمد علي الطرابلسي ومحمد الجورني وأنس الشبلي وزياد بن سالم … مقابل انتداب يتيم بقدوم وضاح الزايدي .

فساد في الانتدابات

أعلنت الجهات المسؤولة عن الانتدابات نهاية الأسبوع الفارط أن القيمة المالية الجملية لانتداب 5 لاعبين من ” الكوت دي فوار ” تبلغ 500 ألف يورو أي أكثر من مليار و 700 ألف دينار . غير أن رئيس الهيئة التسييرية جوهر لعذار قد رفض الموافقة على هذه الصفقة وطالب باعتماد سياسة ترشيد الإستهلاك . ودخلت عدة أطراف في حرب إعلامية وتصريحات مضادة فيما بينها، وتدخل عبد العزيز المحلوفي لتجاوز الخلافات بين لعذار من جهة والناصر البدوي وحسان شعبان من جهة ثانية . وأثمرت مجهودات عودة قنوات الحوار بين مختلف الأطراف . غير أن الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب بدا في تداول خبرا صادما لجماهير السي آس آس مفاده تراجع قيمة صفقة هؤلاء اللاعبين الإفواريين من 500 ألف يورو إلى 350 ألف يورو ( حوالي مليار و200 ألف دينار ) . الفارق بين القيمة المالية لصفقة اللاعبين الايفواريين بادئ الأمر و في المرة الثانية إثر رفض لعذار للصفقة تبلغ 500 ألف دينار ، انخفاض مذهل في قيمة صفقة انتداب 5 لاعبين دفعة يقدّر بنصف مليار ، ردة الفعل الأولى صدرت عن أحباء نادي عاصمة الجنوب الذين طالبوا بالكشف عن الأطراف المشرفة على سياسة الانتدابات ومحاسبتهم عن هذه الممارسات التي تندرج ضمن سمسرة مفضوحة تضر بخزينة النادي الصفاقسي مؤكدين على خطورة ما يجري داخل مركب الفريق حيث أصبحت قلعة الأجداد مرتعا للفساد والمحسوبية والتمعش من الجمعية . نصف مليار كان سيلفها بعض الأفراد مما دفع بالجماهير إلى المطالبة بفتح تحقيق في الغرض والأجدر بالعائلة الموسعة للفريق أن تلغي كافة إجراءات التعاقد مع هؤلاء اللاعبين الإيفواريين حتى لا يكون الفريق عرضة للسرقة تحت راية ما يسمى بسياسة الانتداب من ناحية، ولشكاوي اللاعبين في الفترة القادمة في صورة فشلهم في تحقيق الإضافة للفريق.

انتداب فيلق من الايفواريين يثير الشبهات

أعلنت هيئة النادي الصفاقسي برئاسة جوهر لعذار عن تعاقدها مع 5 لاعبين من نادي ” سان بيدرو الإيفواري ” وهم المهاجم ” ديبي بيرانجار ” 26 سنة و لاعب محور الدفاع ” كامي كونستون ” 27 سنة و متوسط الميدان الدفاعي ” قنالي ستيفان ” 25 سنة ولاعبين من صنف الآمال ” ألفا سيديبي ” 18 سنة و متوسط الميدان “جان أريال كوفي ” 19 سنة . انتداب هيئة السي آس آس ” لفيلق ” من اللاعبين ينتمون لنفس الفريق دفعة واحد يعتبر سابقة ” غريبة ” في تاريخ الانتدابات. كما يطرح جملة من التساؤلات عن الجهة التي أشرفت على اختبار هؤلاء اللاعبين وتفاوضت معهم. ويبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابة محدّدة، أي دور للمدرب المصري حسام البدري فيما يحدث بالفريق في الفترة الأخيرة على مستوى الانتدابات؟ .الفريق الإيفواري على ملك رجل أعمل أصيل مدينة صفاقس يدعى محمد الحشيشة، ويحتل المرتبة الرابعة في ترتيب الدوري الإيفواري لكرة القدم، ولم يذق طعم التتويجات خلال المواسم الكروية الأخيرة .

تسوية وضعية اللاعبين

يتعرض لاعبو النادي الصفاقسي إلى مظالم متعدّدة الجوانب أهمها حرمانهم من مستحقاتهم المالية ومغالطتهم أحيانا عند إمضاء العقود … لاعبو صنف النخبة – الذين يعتبرون مستقبل الجمعية –  أكثر اللاعبين تعرضا للمظالم من طرف إدارة الفريق والهيئات المديرة المتعاقبة . حيث تحاك القرارات بشأنهم وراء أبواب مغلقة وبمشاركة السمسارة والفنيين والمسؤولين … وكل من يتجرّأ ويقوم بتصريحات للمطالبة بحقوقه ، يجد نفسه خارج القائمة ويعرض نفسه لإجراءات قاسية تحرمه من الالتحاق بصنف الأكابر وتبدأ معاناته ورحلة البحث عن أحد السماسرة أو المتمعشين ليتدخل لدى أصحاب القرار من أجل تسوية وضعيته مع الفربق . قائمة المظلومين تضم عددا كبيرا من اللاعبين على غرار اللاعب نافع لامين الذي التحق بمستقبل الرجيش خلال الميركاتو الشتوي الفارط  في شكل إعارة بستة أشهر ، وسرعان ما تألق في مباريات فريقه الجديد . انتهت فترة إعارته لكنه مازال محروما من العودة للتمارين مع صنف الأكابر دون أي سبب يستحق الذكر . بعض التسريبات تحدثت عن أزمة في الأفق بين محمد صالح المهذبي القادم من الأولمبي الباجي والنادي الصفاقسي بعدما تعرض إلى مظلمة وحرم من مستحقاته المالية ، الحارس أيوب العبيدي أمضى عقدا بخمس سنوات إلى موفى شهر جوان 2028 لكن الإدارة مازالت لم تقم بإيداع ملفه لدى جامعة كرة القدم كما ترفض الجهات المسؤولة إعادة صياغة بنود العقد بصياغة تضمن له الحدّ الأدنى من حقوقه المالية وتوفر له الظروف المناسبة للتألق في مسيرته الكروية … الأمثلة عديدة في هذا السياق ، والأكيد أن تراجع أداء النادي الصفاقسي خلال السنوات الأخيرة يفسر إلى حدّ ما بغياب الإستقرار المادي والذهني في صفوف اللاعبين وهو ما يؤثر سلبيا على الأجواء العامة داخل الجمعية ونتائج الفريق .

استقالة بن طاهر تكشف المستور

قبلت الهيئة التسييرية برئاسة جوهر لعذار استقالة المدير الإداري ياسين بن طاهر يوم السبت 11 جويلية . ليستفيق الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب عن خبر مراسلة لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا” الصادرة بتاريخ 10 جويلية تلزم النادي الصفاقس بدفع خطية مالية بحوالي 750 ألف دينار للاعب نيجيري يدعى ” أكيمونتو ” لم يتقمص زي السي آس آس بتاتا تم انتدابه خلال الميركاتو الصيفي الفارط 2022 لكن لم يقع تأهيله باعتبار أن الفريق تخت طائلة عقوبة المنع من الانتداب . الفريق مطالب – إلى جانب ذلك – بدفع جملة من الخطايا تناهز مليار و400 ألف دينار لأطراف خارجية منها مستحقات محامي اللاعب ” إيفونا ” ولاعبين جزائريين في فترة وجيزة لا تتجاوز 45 يوما لتجنب عقوبة المنع من الانتداب من جديد . الوضعية بالنادي الصفاقسي صعبة على جميع المستويات ومن الصعب القيام بانتدابات في مستوى طموحات الإطار الفني بقيادة المدرب حسام البدري مما يطرح جملة من التساؤلات عن الوجه الذي سيظهر به الفريق في البطولة العربية وعن مصير الإطار الفني … السي آس آس يتقدم على ” طريق مسدود ” واشتعلت حرب التصريحات النارية بين رجالات النادي انطلاقا من حسان شعبان إلى عبد العزيز المخلوفي وهيثم مرابط والناصر البدوي ورئيس الهيئة الوقتية جوهر لعذار في انتظار تصريحات من أطراف جديدة قد تكون لها تأثيرات على الوضع العام بالفريق .

عودة الجربي و فرج الله للإطار الفنّي

أعلنت الهيئة التسييرية للنادي الصفاقسي يوم الثلاثاء 18 جويلية 2023 عن تعيين أنيس الجربي في خطة مدرّب مساعد المدرب المصري حسام البدري وعبد الغفّار فرج الله في خطة مدرّب حرّاس المرمى . وسيكون هذا الثنائي ضمن الإطار الفني للفريق خلال مشاركته في نهائيات كأس الملك سلمان الأندية العربية البطلة التي تحتضنها المملكة العربية السعودية نهاية شهر جويلية الجاري .

Related posts

المكتب الجامعي يقرر انهاء مهام الإطار الفني لمنتخب الأكابر

Ra Mzi

تعيين حسان القابسي مدربا جديدا لأولمبيك سيدي بوزيد

Ra Mzi

نتائج قرعة الدور السادس عشر من كأس تونس

Ra Mzi