أمام شبابيك مغلقة، قدّم الفنان رؤوف ماهر ليلة الجمعة 28 جويلية الحالي، عرضه “صنديدة” ضمن فعاليات الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي.
الجمهور كان متشوقا للقاء فنان مميّز اختار أسلوبا خاصا به في الغناء، فتحول إلى المسرح الروماني بأعداد قياسية قبل انطلاق الحفل بساعات…
هذه السهرة حضرها تونسيون من الشمال إلى الجنوب، إضافة إلى جزائريين وليبيين وغيرهم من الجنسيات المغاربية والعربية، و الذين توجه إليهم رؤوف ماهر بالتحية في بداية حفله القرطاجني من خلال موال خاص عنوانه ” سلامات” تغنى فيه بكل ولايات الجمهورية التونسية و بالأشقاء المغاربة والعرب و اختتمه بتحية من القلب إلى “العزيزة فلسطين”.
ووسط هتافات الجمهور ، أطلّ الفنان بلباس الجنوب المميّز (الوزرة) والشاشية كما ارتدى عناصر فرقته الموسيقية اللباس التقليدي التونسي، مصحوبا بفرق راقصة بملابس تقليدية، إضافة إلى مجموعة إحياء التراث بقصر الخراشفة ببني خداش، و كورال متكوّن من المجموعة الصوتية “حراير تونس” بصفاقس…
الديكور كان أيضا مميّزا حيث وضع على الركح “بيت الشعر” و القفة الجربية و”المرقوم”، فاجتمعت مختلف عناصر الفرجة التي زيّنت المسرح الأثري بقرطاج وهو ما جعل منه عرضا متكاملا جمع بين الجانبين الفني و الفرجوي بإمضاء المخرج المسرحي القدير أنور الشعافي…
اختار الفنان رؤوف ماهر من خلال عرض “صنديدة” تكريم المرأة التونسية، فتغنى بالأم و الأخت و الزوجة و الحبيبة والابنة و الخالة و العمة والجدّة و أهداهنّ أغنيته الشهيرة “صنديدة” التي تجاوزت 15 مليون مشاهدة على “يوتيوب” مصحوبا بمجموعة من الفتيات على الركح مرتديات لأزياء تعبر عن مهن معينة من الطبيبة إلى المحامية وعون الأمن والمعلمة وغيرها من المهن التي تميزت فيها المرأة التونسية…
وبأداء قوّي و حضور مميّز، قدّم “صاحب صنديدة” على امتداد ساعتين باقة من أجمل أغانيه، على غرار “خطافة” التي حصدت 7 ملايين مشاهدة على يوتيوب، كما تغنّى بالأم و أهداها أغنية “الولادة” و تغنى أيضا بالأب فأهداه موالا و قدّم أغنية خاصة عن المطلقات موجها رسالة إلى المجتمع الذي يجب أن يغيّر نظرته إلى المرأة المطلقة…
و من المفاجآت التي أعدّها رؤوف ماهر في سهرته القرطاجنية تكريمه لمجموعة من الفنانين والفنانات الذين رحلوا عن عالمنا، فغنّى “جوك الخطابة” لمختار الغازولي، و”عزيز على أمه” لفايزة المحرصي، و”الفيزا” للطفي جرمانة، و”غريت بيا” لمنيرة حمدي، و “خاينة” لأشرف، و”عمي الشيفور” و”كرهبة كمال” لفاطمة بوساحة، و “ها الكمون منين” لقاسم كافي، كما قدّم لمسة وفاء إلى روح المطرب والملحن الليبي محمد حسن .
حاول رؤوف ماهر تنويع عرضه وقبل أن تشارف السهرة على الاختتام، قدّم كوكتالا جزائريا، تضمن أجمل أغاني الراي، كما أهدى كل الحضور أغنية ” الخوت” ليختتم عرضه بأغنيته الشهيرة “عروبية ” التي تجاوزت 33 مليون مشاهدة على يوتيوب والتي اهتزت على إيقاعها مدارج قرطاج رقصا وغناء…
سهرة استثنائية كسب خلالها رؤوف ماهر التحدّي و أثبت أنّه فنان استثنائي جدير باعتلاء مسرح قرطاج…
ريم حمزة
صور: رفيق بودربالة