دار المستيري: تحفة فنية بقلب المدينة العتيقة تحتضن ورشات المركز الوطني لفنون الخط - avant-premiere

دار المستيري: تحفة فنية بقلب المدينة العتيقة تحتضن ورشات المركز الوطني لفنون الخط

في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة وتحديدا بنهج المنستيري، وغير بعيد عن مقام سيدي محرز بباب سويقة، تتربع التحفة الفنية “دار المنستيري”، الذي يعود تاريخ بنائها إلى بدايات القرن التاسع عشر من طرف الأمير حسين إبن محمود باي الذي أهداها إلى محمد المنستيري، أحد وجهاء المدينة وتاجر شاشية.

فناء جميل متكون من عمودين بثلاثة أقواس وأبواب محاطة بالحجر الجيري طغى عليها اللون الاخضر، لون الطبيعة والحياة، و”سقيفة مقبّبة” ذات نقوش متميزة، وقاعات تحتوي على مقاصر، تلك هي أبرز ما تتميز به الهندسية والمعمارية لدار المستيري، وقد سعى خبراء المعهد الوطني للتراث، المؤسسة المشرفة على هذا المعلم، خلال أشغال ترميمها سنة 1992 إلى المحافظة على رونقها الجمالي وروحها الحضارية والتراثية.

كما تتكون الدار من طابقين، سفلي وعلوي، يحتويان على ما يسمّى بـ “المشربية”، تُبنى من الخشب المنقوش والمزخرف، وهي عنصر معماري تقليدي صحراوي يعود ظهوره إلى القرن السادس هجري وتحديدا خلال العصر العباسي.

تحوّل هذا المعلم الحضاري سنة 1924 إلى معهد للفنون والمهن، ثمّ في سنة 1933 صار مقرا لديوان تدريس الصناعات التقليدية، وبعدها في 1940 كان مقرا للمركز الجهوي للفنون التونسية.

وفي سنة 2007 أصبح مقرا للمركز الوطني للترجمة، وحاليا يحتضن المركز الوطني لفنون الخط.

يحتضن المركز الوطني لفنون الخط، الذي يحتفل في نوفمبر 2024، بمرور ثلاثين سنة على إحداثه، حوالي 168 طالبا مرسّمًا بعنوان السنة الدراسية 2023 – 2024، موزعين على ثلاث مستويات متفاوتة واختصاصات متعدّدة، اختاروا الحبر سلاحًا والقلم المعدني وسيلةً لخطّ لوحات فنية تعبيرية وأشكال زخرفية لحفر هوية ثقافية وتصاميم متنوّعة وانحناءات جميلة ذات معاني قيمية، بالاعتماد على جمال الحروفيات والأساليب المعاصرة لفنون الخط دون المساس بالقاعدة الأساسية للميزان رغم صرامتها.

يتكون المستوى الأول من 110 طالب وطالبة من مختلف الفئات العمرية، والمستوى الثاني على 22 طالب، فيما يتضمن المستوى الثالث 3 اختصاصات علمية ومعرفية، اختصاص خط رقعة وديواني (7 طلاب)، اختصاص خط نسخ وثلث (7 طلاب) واختصاص خط مغربي وزخرفة إسلامية (22 طالب).

وللإشارة، فقد شاركت الجمهورية التونسيةفي ديسمبر 2021 في تقديم ملف تسجيل عنصر الخط العربي على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، بمعية 15 دولة وهي: المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر وفلسطين والعراق والكويت والأردن ولبنان والبحرين وعمان والسودان والإمارات العربية المتحدة واليمن.

 

مكتب الاعلام والاتصال بوزارة الشؤون الثقافية

Related posts

الدورة الثالثة لأيام قرطاج لفنون العرائس: “الماريونات” تبعث الحياة

root

صدور الترجمة الإيطالية للرواية التونسية “نازلة دار الأكابر”

ريم حمزة

“الاعتراف بالفضل”.. عمل مسرحي جديد للمخرج ناصر العكرمي