أيام قرطاج المسرحية في دورتها الرابعة والعشرين: أربعون سنة من البحث والسؤال والتحريض على الإبداع

انتظمت صبيحة السبت 25 نوفمبر بمدينة الثقافة الندوة الصحفية الخاصة بفعاليات الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية التي تحتفي هذه السنة بأربعينية تأسيسها، لذلك كان لابد من لمحة موجزة تختصر هذا التاريخ الحافل بالبحث والسؤال والتحريض على الإبداع. تاريخ ساهمت في تأسيسه وترسيخ مبادئه مجموعة من أهم الوجوه المسرحية التي عرفها المشهد الثقافي التونسي منذ بداية ثمانينات القرن الماضي انطلاقا من “أسبوع المسرح التونسي” الذي كان تمهيدا ولبنة أولى لتجميع العائلة المسرحية حول منجز وواجهة تعكس توجهها، وكان قاعدة أولى لربط علاقات مع مسرح بلدان الجوار (المغرب والجزائر) لتأتي بعدها أيام قرطاج المسرحية التي وسّع المنصف السويسي (المؤسس) دائرة علاقاتها مع البلدان العربية والإفريقية ومن بعده محمد إدريس فاتحا نافذة على المسرح العالمي على غرار فرنسا وألمانيا… وغيرها.

ضمن هذا السياق وهذا التوجه واصل المسرحي معز المرابط مدير الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية ممهّدا لأهم فقراتها مؤكّدا على أهمية الأسماء التي تستضيفها والتي تعتبر من القامات المسرحية سواء كأعضاء في لجنة التحكيم أو في قسم التكريمات أو تأطير الورشات وإدارة الندوات والمشاركة في أشغالها نذكر من بينهم بول شاوول (لبنان) وطلال درجاني (لبنان)وبيار أبي صعب (لبنان) وروبير ويلسون (أمريكا) ونعيمة زقطان (المغرب) ويايا كولبالي (مالي) مانويلا سوايرو  (الموزمبيق) وأسماء أخرى تساهم في تأثيث دورة توصف بأنها صعبة باعتبار ما تشهده فلسطين وتحديدا غزة من انتهاك لحقوق الإنسان وعدوان شرس يطال البلاد والعباد على مرأى ومسمع من العالم، مؤكدا على أهمية المسرح كفعل مقاومة ومنصة احتجاج على ما يحدث ضدّ الإنسانية وهو ما تستنكره تونس بكل أطيافها وخصّ بالذكر الفنانين وهو ما عملنا على ترجمته في هذه الدورة من خلال محتواها وتوجّهها.

في نفس السياق أثنت السيدة هند المقراني المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية على جهود الهيئة الميرة لأيام قرطاج المسرحية ومغامرة تنظيمها في هذا الزمن الصعب خاصّة وأنه بالاطلاع على البرمجة نجدها تتماشى مع الوضع الراهن.

وخلال الندوة الصحفية تم التطرق لأهم محاور وأقسام الدورة الحالية التي تقترح حوالي ستين عرضا مسرحيا من ثماني وعشرين دولة علاوة على قسم “مسرح الحرية” الذي يقدّم هذه السنة ثمانية عروض تم إنجازها داخل المؤسسة السجنية إيمانا بحقّ النزلاء في التعبير وإبراز طاقاتهم الإبداعية أمام جمهور الأيام المسرحية.

من جديد هذه الدورة قسم “مسارات” الذي يحتفي بقامات المسرح في تونس والعالم العربي، أسماء أضافت وأثرت المشهد الثقافي بما يثير الجدل ويحقق السبق في طرح الإشكاليات بعمق ورؤية استباقية وذلك من خلال تقديم آخر أعمالهم منهم الفاضل الجعايبي “آخر البحر” ومجد القصص الأردني “نون” والمنجي بن إبراهيم “سارق النار” وتوفيق الجبالي “المجنون” ولينا أبيض اللبنانية “صار وقت الحكي”.

أربعون سنة على تأسيس أيام قرطاج المسرحية حدث لا بد من الاحتفاء به في منجز يحفظ ذاكرتها وهي مهمّة أُوكلت للدكتور محمود الماجري الذي أعد إصدارا بعنوان “أربعون سنة من أيام قرطاج المسرحية” سيتم تقديمه خلال هذه الدورة.

 

Related posts

قريبا: متحف باردو يفتح أبوابه من جديد

ريم حمزة

ظافر العابدين لـ”قبل الأولى”: أسعدتني ردة فعل الجمهور حول فيلم “إلى ابني”.. وأسعى دائما إلى تقديم أعمال مختلفة

استقالة صحفيتين تونسيتين من قناة فرنسية