القاهرة: ريم حمزة
افتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين فعاليات “أيام القاهرة لصناعة السينما” (CID)، التي تُقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر، وذلك بحضور رئيس المهرجان الفنان الكبير حسين فهمي، ومدير المهرجان الناقد عصام زكريا، ومدير فعاليات أيام الصناعة الناقد محمد سيد عبد الرحيم.
وفي مستهل الافتتاح، قام حسين فهمي بجولة تفقدية في سوق مهرجان القاهرة السينمائي، الذي يُعد منصة تفاعلية تجمع صناع السينما من مختلف أنحاء العالم مع كبرى الشركات الإنتاجية العربية والدولية. وقد شهد السوق حضورًا لافتًا لمؤسسات إنتاج مصرية وهيئات سينمائية إقليمية، أبرزها هيئة الأفلام المصرية، التي تلعب دورًا متصاعدًا في دعم الصناعة المحلية عبر برامج تطوير المحتوى والتمويل والتدريب.
وفي تصريحاته للصحافة، عبّر حسين فهمي عن تفاؤله بحالة الانتعاش التي تشهدها السينما المصرية حاليًا، مؤكدًا أن “السينما المصرية بخير، ولدينا أفلام واستوديوهات عظيمة، كما أن دور العرض لا تزال قادرة على المنافسة بقوة”. وشدد على أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في الصناعة السينمائية، باعتبارها ضرورة لمواكبة التطورات العالمية والنهوض بالإنتاج المحلي.
وفي إطار التعاون بين المهرجان والمؤسسات العالمية الرائدة، شهد اليوم الأول من الفعاليات أيضًا افتتاح معرض Dolby، الذي يُقام لأول مرة في القاهرة، ويقدّم تجربة تفاعلية متميزة تتيح للزوار استكشاف أحدث ما وصلت إليه تقنيات الصوت والصورة. ويأتي المعرض بالتعاون مع شركة “Dolby” العالمية، المتخصصة في تكنولوجيا الصوتيات والمرئيات، ويهدف إلى تعزيز تجربة المشاهدة السينمائية ونقلها إلى مستوى جديد من التفاعل والحسّ البصري والسمعي.
وخلال حديثه عن هذه التجربة، كشف حسين فهمي أنه خلال رئاسته لإحدى الدورات السابقة من المهرجان، عمل على إطلاق سوق مخصص للمعدات السينمائية – في إشارة إلى فعالية “Cairo Market” – والتي شهدت حينها إقبالًا واسعًا وتم بيع المعدات بالكامل. وعبّر فهمي عن سعادته بإعادة إحياء هذه التجربة ضمن فعاليات الدورة الحالية، معتبرًا أنها خطوة مهمة نحو دعم الصناعة وخلق بيئة تفاعلية بين المبدعين والمنتجين.
وتُمثّل “أيام القاهرة لصناعة السينما” أحد أبرز أركان الدورة الحالية، حيث تُوفّر منصة عملية تجمع صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم، وتتيح لهم فرصًا فريدة للتشبيك، وتبادل الخبرات، ومناقشة أبرز التحديات والاتجاهات الحديثة في السوق. وتشهد هذه الفعالية مشاركة واسعة من مخرجين ومنتجين وخبراء تقنيين من العالم العربي وأوروبا وأميركا، مما يُعزّز من حضور القاهرة كمركز إقليمي للسينما وتطوير المشاريع.
وتتضمن الفعاليات مجموعة من ورش العمل، الجلسات الحوارية، والنقاشات المتخصصة التي تركز على واقع السوق السينمائي، واحتياجات المبدعين، وأدوات التطوير والإنتاج، ما يعزّز فرص تحفيز مشاريع جديدة، ويُعيد تأكيد موقع مصر كمركز محوري في خارطة الإنتاج السينمائي العربي والإفريقي.
يُذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُعد من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا، ويمتاز بكونه المهرجان العربي والإفريقي الوحيد المسجّل رسميًا ضمن الفئة “A” لدى الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF) في بروكسل، ما يعكس مكانته المرموقة ضمن خارطة المهرجانات الدولية.