مهرجان التراث الأندلسي بتستور: دورة ثالثة تحيي ذاكرة الأندلس ومقاومة الاستعمار

تنطلق بمدينة تستور أيام 3 و4 و5 أكتوبر 2025 فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان التراث الأندلسي، الذي تنظمه جمعية تراث تستور تحت شعار: “التأثيرات الأندلسية في البلاد التونسية: الحصيلة والميراث (2)”. وتخصص هذه الدورة لمحور الموسيقى الأندلسية، في احتفاء خاص بالمجاهد والمناضل والمالوفجي الحاج محمد بن إسماعيل (1905 – 1984)، الذي ارتبط اسمه بتاريخ المقاومة الوطنية وحفظ الهوية الموسيقية الأندلسية.

 

برنامج ثري بين المعارض والسهرات والندوات

يمتد المهرجان على ثلاثة أيام حافلة بالأنشطة الثقافية والفنية، حيث تفتتح الفعاليات بمعارض وورشات مفتوحة بمدخل المدينة وساحة مقهى الأندلس، لتبرز جوانب من التراث الحرفي والموسيقي الأندلسي.

كما تتوزع السهرات بين مسرح الهواء الطلق بمدخل المدينة ودار ابن زيدون، حيث يلتقي الجمهور مع سهرات المالوف من الثامنة والنصف ليلا إلى حدود الحادية عشرة مساء، بمشاركة أبرز الفرق الموسيقية الأندلسية.

وتتخلل المهرجان ندوة علمية بعنوان “الموسيقى الأندلسية: الحصيلة والميراث”، يحتضنها مسرح الهواء الطلق صباح الأحد 5 أكتوبر، بمشاركة أساتذة وباحثين من الجامعة التونسية ومؤسسات الثقافة، لمناقشة قضايا التأثيرات الأندلسية في الهوية الموسيقية الوطنية ودور المالوف في ترسيخ الذاكرة الجماعية.

 

دورة في تكريم المناضل محمد بن إسماعيل

تحمل هذه الدورة اسم “دورة المناضل والمالوفجي الحاج محمد بن إسماعيل”، الذي عاش بين 1905 و1984، وكان شخصية بارزة جمعت بين الكفاح السياسي والممارسة الفنية. فقد ناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وتعرض للسجن والنفي، ثم ساهم في تأسيس فرقة المولوفي بتستور، وأسهم في إشعاع المالوف داخل تونس وخارجها. وتخلّد الندوة العلمية جزءا من مسيرته النضالية والفنية، عبر شهادات ومداخلات تضيء صفحات مجهولة من سيرته.

 

احتفاء بالذاكرة واستشراف للمستقبل

يأتي مهرجان التراث الأندلسي بتستور كتجسيد حقيقي لمدينة تحمل بصمة أندلسية متجذرة في عمرانها، موسيقاها، وممارساتها الثقافية. فبين المعارض الشعبية، الندوات الأكاديمية، والسهرات الفنية، يربط المهرجان بين الماضي والحاضر، ويعيد الاعتبار لرموز كان لهم الفضل في حماية الموروث ونقله للأجيال.

وتمثل هذه الدورة مناسبة لإعادة تأكيد المكانة المركزية للمالوف ضمن الهوية الموسيقية التونسية، وللتذكير بالدور الذي لعبته تستور كمنارة أندلسية حافظت على الألحان والنوبات في الذاكرة الشعبية.

Related posts

خالد يوسف يردّ على الضجة التي أثارتها مشاهد رانيا التومي في مسلسل الرمضاني “سره الباتع”

في إطار التبادل الثقافي: عرض سنيغالي يحتفي بإفريقيا في قلب حلق الوادي

الليلة: “نوردو” يغني على مسرح قرطاج

root