يُعدّ الأكبر في العالم: اليوم افتتاح المتحف المصري الكبير بمشاركة 79 وفدا رسميا من ملوك ورؤساء دول وحكومات (فيديو)

كشفت الرئاسة المصرية، أمس الجمعة، عن قائمة الدول والوفود والمنظمات الدولية والإقليمية المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر مساء اليوم السبت، في حدث وُصف بأنه “ميلاد جديد للتاريخ المصري”.

 

مشاركة دولية واسعة غير مسبوقة

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، عبر صفحته على “فيسبوك”، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيشهد مساء السبت، الموافق الأول من نوفمبر 2025، افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد حدثًا استثنائيًا في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية.

وأشار الشناوي إلى أن 79 وفدًا رسميًا سيشاركون في الافتتاح، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، ما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة ودور مصر الثقافي والإنساني الفريد.

وتضم قائمة الحضور ملوكًا وملكات وأمراء وأولياء عهد من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك والأردن والبحرين وسلطنة عمان والإمارات والسعودية ولوكسمبورغ وموناكو واليابان وتايلاند، إضافة إلى رؤساء دول من بينها جيبوتي، وفلسطين، وألمانيا، والبرتغال، وكولومبيا، وأرمينيا، وألبانيا، وليبيا، واليمن، وغيرها.

 

كما سيشارك رؤساء وزراء من اليونان والمجر وبلجيكا وهولندا والكويت ولبنان ولوكسمبورغ وأوغندا، إلى جانب حضور وزاري وبرلماني رفيع المستوى من أكثر من 50 دولة تمثل مختلف قارات العالم.

وسيحضر الافتتاح أيضًا ممثلون عن منظمات دولية وإقليمية، من بينهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والممثل السامي لتحالف الحضارات نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى عدد من رؤساء الشركات العالمية والمؤسسات الثقافية الكبرى.

 

أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة

وأوضح المتحدث الرسمي أن هذا التمثيل الدولي الواسع يعكس المكانة الفريدة لمصر ودورها كـ جسر حضاري بين شعوب العالم، مؤكداً أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل أكبر حدث ثقافي في القرن الحادي والعشرين، إذ يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.

 

من فكرة إلى أيقونة معمارية

 

تعود فكرة إنشاء المتحف إلى منتصف التسعينيات، عندما قررت مصر إنشاء صرح ثقافي ضخم يليق بعظمة آثارها ويكون امتدادًا للمتحف المصري بالتحرير. وفي عام 2002، تم وضع حجر الأساس بحضور الرئيس الأسبق حسني مبارك، لتبدأ رحلة طويلة من التصميم والبناء بمشاركة خبراء مصريين ودوليين وبتمويل مشترك من الدولة المصرية واليابان واليونسكو.

 

شُيّد المتحف على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع على هضبة الجيزة المطلة على الأهرامات، وجاء تصميمه مزيجًا بين العمارة الحديثة وروح المعابد الفرعونية، إذ تميل واجهته الحجرية بارتفاع 45 مترًا وتحاكي طراز المعابد القديمة، بينما يتجه محور المبنى بدقة نحو الأهرامات الثلاثة، في مشهد بصري مذهل يربط الماضي بالحاضر.

 

وفي المدخل الرئيسي، يستقبل الزوار تمثال الملك رمسيس الثاني، الذي يبلغ ارتفاعه 11 مترًا ويزن نحو 83 طنًا، وقد نُقل من ميدان رمسيس في القاهرة عام 2018 في عملية هندسية دقيقة. ويحيط به درج ضخم يضم 87 تمثالًا ملكيًا تمثل ملوك الدولة القديمة والحديثة، وكأنها صفوف من الحراس الملوكيين يرحبون بزوار المتحف.

 

كنوز توت عنخ آمون كاملة لأول مرة

ويُعد جناح الملك توت عنخ آمون أبرز محاور المتحف، حيث تُعرض مقتنياته كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922. ويضم الجناح أكثر من 5400 قطعة أثرية، تشمل التابوت الذهبي الشهير، والأقنعة الجنائزية، والعربة الملكية، والأسلحة، والمجوهرات، وجميعها خضعت للترميم في أكبر مركز ترميم في الشرق الأوسط الملحق بالمتحف.

كما يحتوي المتحف على مجموعة نادرة من التماثيل والمسلات والمراكب الشمسية، إضافة إلى قاعات تضم تماثيل ضخمة من معابد الأقصر والكرنك وسقارة، وقاعة مخصصة لآثار الملك خفرع صاحب الهرم الأوسط، ومعرض متكامل يُبرز تفاصيل الحياة اليومية للمصري القديم.

 

صرح علمي وثقافي متكامل

ولا يقتصر المتحف على عرض الآثار فحسب، بل يُعد مركزًا ثقافيًا وتعليميًا عالميًا، يضم مكتبة متخصصة في علم المصريات، وقاعات عرض مؤقتة، ومركزًا للأبحاث والترميم يمتد على مساحة 32 ألف متر مربع، مزودًا بأحدث التقنيات لتحليل وفحص المومياوات والبرديات والمعادن. كما يحتوي على قاعات مؤتمرات دولية وسينما وثائقية ومطاعم تطل على الأهرامات، ليصبح وجهة سياحية وثقافية متكاملة.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أن المتحف المصري الكبير هو “أضخم مشروع ثقافي في القرن الحالي”، متوقعًا أن يجذب أكثر من خمسة ملايين زائر سنويًا، مما سيسهم في تعزيز السياحة وخلق آلاف فرص العمل.

من جانبه، وصف وزير السياحة والآثار أحمد عيسى المتحف بأنه “بوابة تربط الماضي بالمستقبل”، مشيرًا إلى أن حفل الافتتاح سيشمل عروضًا فنية مستوحاة من التاريخ المصري القديم بمشاركة فنانين عالميين، في رسالة سلام وثقافة تقدمها مصر إلى العالم.

Related posts

إنهاء مهام المديرة العامّة للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر

root

عرض ناجح لمسرحية “بيتزا الفن” أوفى بكل وعوده إخراجا وأداء

باسم يوسف لبيرس مورغان: “لماذا لا تعطي أمريكا ولاية فلوريدا للإسرائـ.يلييـ.ن “؟ (فيديو)