بطولة كأس رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للخيول العربية الأصيلة تنطلق من تونس… و”نافح” يخطف اللقب في عرض استثنائي

في أجواء مفعمة بالحماس والاحتفاء، شهد مضمار قصر السعيد الرملي في تونس العاصمة انطلاقة استثنائية ومبهرة للنسخة الثانية والثلاثين من سلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للخيول العربية الأصيلة، التي تقام سنويًا لتجسد قيم الأصالة وتحتفي بتراث الخيل العربي. وجاءت البداية هذا العام من تونس بحضور جماهيري غفير وكرنفال رياضي متكامل، عكس المكانة العالية التي تحظى بها هذه البطولة الغالية على الصعيدين العربي والدولي.

 

وسط هذا الزخم، خطف الجواد “نافح” الأضواء وتُوّج بلقب السباق، بعد أداء لافت قلب موازين التوقعات. فبينما كانت الترشيحات تصب في صالح الثلاثي البارز “حاتم”، “لاس فيجاس” و”خدّام”، جاء “نافح” ليقلب المعادلة، معلنًا عن ولادة نجم جديد في سماء سباقات الخيل العربية.

 

وقدّم “نافح” عرضًا قويًا ومقنعًا، مكّنه من فرض سيطرته على مجريات السباق، ليحسم الفوز عن جدارة واستحقاق في منافسات الفئة الأولى، التي أقيمت لمسافة 2000 متر، وشارك فيها 15 خيلاً تمثل نخبة مرابط الخيل العربي من تونس وشمال إفريقيا، للفئة العمرية من أربع سنوات فما فوق. ويعد هذا السباق الأغلى في تاريخ السباقات التي احتضنتها تونس، حيث بلغت قيمة الجوائز المالية 500 ألف دينار تونسي، ما يعكس مدى الاهتمام المتنامي بتطوير هذه الرياضة النبيلة.

 

وينحدر البطل “نافح” من نسل “نوريسك الموري – منجادور بنت منجانيت”، وهو مملوك للسيد خالد بن عثمان، تحت إشراف المدرب أيمن الجباري، وبقيادة الفارس جوزيه سانتياغو. وقد قطع المسافة بزمن قدره 2:23.03 دقيقة، متقدماً بفارق طولين عن صاحب المركز الثاني “لاس فيغاس” (باسق الخالدية – عكرمية)، المملوك لإسطبلات ذات الرمال، بينما جاء في المركز الثالث “حاتم” (تي إم فريد تكساس × هيفاء بنت عامر).

 

توجيهات القيادة ورؤية استراتيجية

وتُقام سلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة برعاية وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، في إطار رؤية شمولية تهدف إلى دعم وتطوير سباقات الخيول العربية الأصيلة عالميًا، وترسيخ مكانة هذا الإرث الحضاري والثقافي. وتواصل هذه السلسلة المرموقة جهودها في تمكين الملاك والمربين، وتحفيزهم على تربية واقتناء الخيول العربية، بما يسهم في تعزيز حضورها على الساحة العالمية.

 

حضور رسمي ودبلوماسي يعكس أهمية الحدث

وحظيت المحطة التونسية بحضور رسمي ودبلوماسي رفيع، تقدمهم معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، ومعالي عز الدين بن الشيخ، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي، إلى جانب سعادة الدكتورة إيمان أحمد السلامي، سفيرة دولة الإمارات لدى الجمهورية التونسية، والسيد فيصل الرحماني، أمين عام اللجنة العليا المنظمة للسلسلة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والإعلاميين.

 

وفي تصريحاتها عقب السباق، أعربت الدكتورة إيمان أحمد السلامي عن تقديرها للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وحرصها المتواصل على دعم سباقات الخيل العربية، قائلة: “نتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى القيادة الإماراتية على رعايتها المتواصلة للكأس الغالية، التي أضحت أحد أبرز رموز الدبلوماسية الثقافية والرياضية الناعمة. لقد لمسنا في تونس مدى تأثير هذا الحدث في تعزيز روابط التعاون والصداقة بين الدول، وتحديدًا بين الإمارات وتونس، التي قدمت نسخة استثنائية من حيث التنظيم والحفاوة.”

 

وأضافت: “نشعر بالفخر لما تحقق من نجاحات كبيرة خلال هذه المحطة الافتتاحية، سواء على مستوى الحضور الجماهيري أو الفعاليات المصاحبة، التي جسدت التلاحم الثقافي بين البلدين. الكأس الغالية نجحت مجددًا في إيصال رسالة حضارية راقية، ونقل صورة مشرقة عن التراث الإماراتي الأصيل.”

 

تطور نوعي في سباقات الخيل العربية

من جانبه، ثمّن فيصل الرحماني الأصداء الإيجابية لانطلاقة النسخة الجديدة، مشيرًا إلى أن ما تحقق في تونس يمثل بداية واعدة لموسم استثنائي، وقال:

“نشهد اليوم تطورات نوعية كبيرة في سباقات الخيل العربي، وذلك بفضل الرؤية السديدة والتوجيهات الحكيمة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يقود مسيرة ازدهار هذه الرياضة التراثية. الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه المحطة، سواء من قبل الملاك أو من خلال الإقبال الجماهيري والإعلامي، يعكس نجاح الخطط التطويرية الموضوعة.”

 

كما أشار الرحماني إلى أن مزاد الخيول الذي أقيم قبل السباق في تونس حقق نجاحًا لافتًا، حيث شهد إقبالاً واسعًا وأرقاماً متميزة، ما يعكس التنامي الكبير في الاهتمام بالخيل العربي على المستوى الإقليمي. وأضاف: “نشعر بالفخر تجاه النجاحات المتوالية التي تحققها الكأس الغالية عامًا بعد عام، والمحطة التونسية خير شاهد على ذلك. نبارك للبطل “نافح” وفريقه هذا الفوز المستحق، ونؤكد مواصلتنا العمل على تطوير كل محطة من محطات السلسلة بما يليق بمكانتها.”

 

Related posts

القصرين: القضاء على 3إرهابيين بجبل السلوم

Ra Mzi

وزارة الصحة تحذر من من تزايد حوادث الاختناق بسبب الاستخدام غير الآمن لوسائل التدفئة

Na Da

اليوم: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة