في مبادرة فنية ذات بُعد إنساني ورسالة سياسية قوية، انطلقت في العاصمة التونسية عمليات تصوير فيلم درامي مستوحى من القصة المفجعة للطفلة الفلسطينية هند رجب، التي استشهدت في 29 جانفي 2024 بعد استهداف سيارة عائلتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وقد عُثر على جثمانها بعد أيام من اختفائها، في مشهد صادم هزّ الضمير العالمي وأعاد تسليط الضوء على معاناة المدنيين، خصوصًا الأطفال، تحت القصف والحصار.
وبقيت الطفلة هند المصابة على قيد الحياة ساعات وهي تتواصل مع المسعفين عبر الهاتف، تهمس “أنا خائفة جدا.. أرجوكم تعالوا”، قبل أن تفارق الحياة دون أن تصلها المساعدة. كما عثرت فرق الإسعاف على جثمان هند بعد 10 أيام من الهجوم، ملقاة بجانب ابنة عمها ليان، وكانت آثار القصف والحصار قد غطّت المكان.
الفيلم الذي تتولى إخراجه المخرجة التونسية كوثر بن هنية، يجري تصويره حاليًا في عدد من المواقع بالعاصمة تونس، بعد تحضيرات تقنية وفنية دقيقة شملت الإضاءة والتصوير واختيار مواقع التصوير بعناية لتعكس الجو المأساوي للقصة.
ويحظى المشروع بدعم من أسماء عالمية مرموقة في صناعة السينما، أبرزهم أوديسا راي وجيمس ويلسون، الحائزان على جائزة الأوسكار، ما يعزز فرص وصول هذا العمل إلى منصات دولية وتأثير أوسع.
يسعى الفيلم إلى تخليد ذكرى هند رجب وتحويل قصتها إلى صرخة فنية عالمية ضد الظلم، تعبّر عن الألم الذي يعيشه آلاف الأطفال في غزة وتُعيد رسم ملامح المأساة بعيون السينما. ويأمل صنّاع العمل أن يكون هذا الفيلم أكثر من مجرد عمل فني، بل وثيقة إنسانية تُوقظ الضمير وتدفع نحو التضامن والعدالة.