تمثل المسرحية التونسية “رقصة سماء”، من تأليف وإخراج الطاهر عيسى بن العربي، تونس في فعاليات الدورة السادسة والعشرين من المهرجان الدولي لمسرح الشباب، الذي تحتضنه مدينة سانت بطرسبرغ الروسية من 22 إلى 29 ماي 2025، بمشاركة فرق مسرحية من عشر دول تمثل قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويأتي هذا الحضور التونسي في إطار التعاون الثقافي بين تونس وروسيا، وضمن استراتيجية دعم إشعاع المسرح التونسي على الصعيد الدولي. ويُعدّ العرض نتاج إنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي ومركزي الفنون الدرامية والركحية بالكاف وزغوان.
يشارك في هذا العمل عدد من الأسماء المسرحية البارزة، على غرار منى نور الدين، هاجر حمودة، خالد الزيدي، لزهر الفرحاني، عبد الكريم البناني، شيماء الزعزاع، حمزة الورتتاني، منير الخزري، إيمان المناعي وآمنة المهبولي.
وتروي المسرحية حكاية “هالة”، امرأة تخوض صراعًا داخليًا بين منظومة من القناعات الاجتماعية الصارمة ورغبة عميقة في التحرر الفردي، في نص درامي يتّخذ بُعدًا فلسفيًا وروحيًا، مستلهمًا رحلة التحول الوجداني والميتافيزيقي في زمن الحروب والأوبئة. ويقدّم العمل تجربة مسرحية تمزج بين الواقعي والرمزي، وتستلهم في جانب منها الروح الصوفية لمسار جلال الدين الرومي وعلاقته بـشمس الدين التبريزي، حيث يتحول الألم إلى مدخل للتجدّد والبعث.
ويشارك في دورة هذا العام مسارح من تونس، أبخازيا، أرمينيا، بيلاروسيا، البرازيل، المجر، كازاخستان، تركيا، أوزبكستان، إلى جانب فرق روسية، ضمن برمجة تشمل عروضًا مسرحية ومختبرات إخراجية وندوات نقدية وقراءات معاصرة لأعمال كلاسيكية، في إطار رؤية فنية منفتحة على التجريب والإبداع المسرحي الشبابي.
ويحتفل المهرجان هذه السنة بمرور 25 سنة على تأسيسه، إذ تعود بداياته إلى عام 2000 عندما انطلق تحت اسم “رادوجا”، ليصبح لاحقًا أحد أبرز التظاهرات المسرحية الدولية الموجّهة للشباب، بهدف الترويج للمسرح المعاصر ودعم الدراماتورجيا الحديثة، دون إغفال تقاليد المسرح الكلاسيكي.
وقد شهدت دوراته السابقة عرض أكثر من 250 عملًا مسرحيًا من أنماط مختلفة، بينها عروض لمخرجين عالميين مثل بيتر بروك، كشيشتوف فارليكوفسكي، غجيغوج ياجينا، ودانييلي فينتسي باسكي. كما حصل مشروع المهرجان سنة 2016 على جائزة الحكومة الروسية في مجال الثقافة، اعترافًا بدوره في تطوير المشهد المسرحي محليًا ودوليًا.