يستعد مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة، لإحياء أربعينية فقيد المسرح التونسي أنور الشعافي، وذلك يوم 10 جوان 2025، عبر برنامج ثقافي وفني يحتضنه كل من مقر المركز والمركب الثقافي بمدنين.
ويأتي هذا الموعد تكريمًا لمسيرة فنان كرّس حياته للمسرح كتابةً وإخراجًا وإدارةً، وترك بصمة عميقة في المشهد الثقافي التونسي، سواء في الجنوب أو على المستوى الوطني.
كتاب جديد وعدد خاص من “ورقيات مسرحية”
يتضمن برنامج الأربعينية تقديم كتاب الفقيد “استقراءات ركحية”، الذي صدر قبل أسابيع قليلة فقط من وفاته، ويجمع بين تأملاته الجمالية ونظرته النقدية للممارسة المسرحية في تونس.
كما سيتم تقديم العدد الجديد من مجلة “ورقيات مسرحية”، وهي مجلة غير دورية يصدرها مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، خصصت هذا العدد بالكامل للراحل، وأعده الكاتب والإعلامي نور الدين بالطيب، ليكون بمثابة أرشيف حميمي لمراحل مختلفة من مسيرته، من خلال وثائق وصور وشهادات تضيء جوانب متعددة من شخصيته وإسهاماته الفنية.
معرض وشهادات وذاكرة حية
وسيحتضن المركز أيضًا معرضًا وثائقيًا يستعرض ملامح من مسيرة الشعافي، من خلال صور وأعمال وإرثه البصري والكتابي، إلى جانب شهادات حية ممن رافقوا تجربته الطويلة، تُرافقها تسجيلات صوتية ومرئية نادرة، تستحضر صوته وأفكاره وتفاصيل شغفه بالمسرح.
وقد حرص منظمو التظاهرة على إبراز دور أنور الشعافي في إشعاع مدينة مدنين ثقافيًا، سواء خلال إشرافه على مركز الفنون الدرامية والركحية، أو خلال تجربته ضمن إدارة المسرح الوطني، حيث ظل وفيًا لاختياراته الجمالية القائمة على التجريب المسرحي كمسار فني وموقف فكري.
أنور الشعافي… المسرح كتجربة حياة
رحل أنور الشعافي بجسده، لكنه بقي حاضرًا في ذاكرة المسرحيين، وفي تفاصيل التجربة المسرحية التونسية الحديثة. ومثّلت حياته رحلة بحث دائم عن المعنى في الخشبة، وكان من القلائل الذين تعاملوا مع المسرح لا كحرفة فنية فحسب، بل كسؤال وجودي وجمالي.
وتُعد أربعينيته في مدنين مناسبة ليس فقط للتأبين، بل لإعادة قراءة مشروعه المسرحي وطرح الأسئلة التي ظل يطرحها، حول الشكل والمضمون، حول الممثل والمتفرج، وحول المسرح كأداة تغيير وتفكير لا مجرد ترفيه.