أطلق الفنان نور شيبة مساء الجمعة 27 جوان 2025 أحدث أعماله الغنائية المصوّرة بعنوان “مروح للبلاد”. عمل فني ينبض بالحنين ويسترجع دفء الذكريات وعمق الانتماء إلى الجذور، في رحلة وجدانية تعبق بروائح الماضي وأصواته.
الأغنية من كلمات وألحان نور شيبة نفسه، وتشكّل انعكاسًا صادقًا لتجربة شخصية وإنسانية يعيشها كل من فارق وطنه قسرًا أو طوعًا. بكلماتٍ تنضح بالشوق، ولحنٍ دافئ يحمل نبرة الحنين، ينسج شيبة قصة العودة في قالب موسيقي معاصر دون أن يفقده أصالته. وقد تولّى الموسيقي محمد رزقي مهمة التوزيع، مضيفًا للأغنية بعدًا فنيًا يزاوج بين النغمة التراثية والروح العصرية، ما منحها طابعًا قريبًا من المستمع، سواء كان مقيمًا أو مغتربًا.
يحمل الفيديو كليب، الذي أخرجه إسلام الرزقي المعروف بلقب “أسترو”، بعدًا بصريًا ساحرًا، صُوّر بين أزقة المدينة العتيقة، حيث تنبض الجدران برائحة الزمن الجميل. اختار الرزقي مشاهد تنبض بالحياة اليومية البسيطة، في تناغم تام مع مضمون الأغنية، ليقدّم للمشاهد مشاهد تنقل نوستالجيا المكان والذاكرة في آنٍ معًا.
وكانت الممثلة القديرة لطيفة القفصي حاضرة في الكليب بدور رمزي يُجسّد الأم، مانحةً العمل لمسة إنسانية عميقة تجسّد صورة الوطن والأم في آن، كرمزين للدفء والانتماء. ظهورها أضفى على الأغنية أبعادًا وجدانية تعزز رسالتها وتعمّق صداها في قلب كل مشاهد.
“مروح للبلاد” ليست مجرد أغنية، بل هي مرآة تعكس جانبًا من تجربة نور شيبة الشخصية، الذي عاش بدوره فترات من الغربة. ومن خلال هذا العمل، ينقل الفنان إحساس آلاف التونسيين الذين تقاسموا معه مرارة البعد ودفء الحنين.
وفي هذه التوليفة الفنية، يقدّم شيبة تحية وفاء للأم، بصفتها رمز العطاء، وللوطن بوصفه الحضن الذي لا يعوّض. “مروح للبلاد” هي أكثر من كليب، إنها قصيدة حب مغنّاة، تحتفي بالانتماء، وتوقظ فينا الرغبة الدائمة في الرجوع إلى حيث بدأ كل شيء.