لطيفة العرفاوي على مسرح قرطاج في عيد الجمهورية: سهرة للفن والوطن

في ليلة مميزة وافقت احتفال تونس بعيد جمهوريتها، وقفت الفنانة لطيفة العرفاوي على ركح المسرح الأثري بقرطاج، مساء 25 جويلية، لتقدّم عرضا فنيا استثنائيا ضمن الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي. كانت سهرة ممتلئة بالمشاعر، جمعت بين الفن، الحب، والانتماء، بحضور جمهور كبير جاء ليشارك لطيفة هذا الموعد الخاص.

 

لطيفة عبّرت منذ اللحظات الأولى عن سعادتها الكبيرة بالجمهور، ووصفت الحضور بأنه “استثنائي”، مؤكدة أن الجمهور التونسي كان دائما السند الأول في مشوارها الفني. ومع أول أغنية، “الحومة العربي”، شعر الجميع بأن هذه السهرة ستكون مختلفة. الأغنية جاءت كتحية واضحة للهوية الشعبية التونسية، وقدّمتها لطيفة بحب كبير، كأنها تغني من قلب “الحومة” نفسها.

 

بعدها، توالت الأغاني التي اختارتها من مراحل مختلفة من مسيرتها. قدمت “يا سيدي مسي” بأجوائها الراقصة، ثم “بالعربي”، و”نحبك”، التي غنّتها بكل إحساس وتفاعل معها الجمهور بشكل لافت، مرددين الكلمات معها بكل عفوية. كما غنّت “لما يجيبوا سيرتك” بأداء مؤثر، و”حبك هادي” بطلب من الجمهور، ومن ألبومها الجديد “قلبي ارتاح”  قدّمت “Sorry”، ، لتختم الحفل بأغنية “أهيم بتونس الخضراء”، التي كانت مناسبة جدا لنهاية أمسية احتفالية بمناسبة وطنية.

 

لكن العرض لم يكن فقط غناءً. كل تفصيلة فيه كانت مدروسة ومتقنة. لطيفة كانت محاطة بفرقة موسيقية محترفة يقودها المايسترو يوسف بلهاني، وقد أضاف هذا التناسق بين صوت لطيفة والموسيقى طاقة فنية عالية، جعلت كل أغنية تُقدَّم بأفضل شكل.

 

أما المشهد البصري، فقد أضاف الكثير من الجمال للحفل. تحت إشراف الكوريغرافية سهام بلخوجة، قدّمت فرقة الرقص لوحات فنية جميلة، مزجت بين الحركات الكلاسيكية والإيقاعات التونسية، فتناسقت مع الأغاني بشكل رائع. لم يكن الرقص مجرد زينة، بل كان وسيلة تعبير أخرى عن المعاني التي تحملها الأغاني.

 

لطيفة كانت طيلة السهرة في تواصل دائم مع الجمهور. تحرّكت، غنّت، تفاعلت، وابتسمت، وكان واضحًا أنها تغني من قلبها، وأن هذا الحفل له طابع خاص عندها. وفي الندوة الصحفية التي تلت الحفل، قالت لطيفة إنها شعرت بمسؤولية كبيرة لأنها تغني في مناسبة وطنية مهمة، لكن بفضل الفريق الذي عمل معها تمكنوا من تقديم عرض نال إعجاب الجمهور.

 

لم تكن سهرة لطيفة العرفاوي على مسرح قرطاج مجرّد حفل غنائي. كانت احتفالًا بالفن التونسي، وبالجمهور، وبالوطن..  ليلة حملت الكثير من الفخر، والفرح، والموسيقى الجميلة التي ستبقى في ذاكرة كل من عاشها أو تابعها.

 

ريم حمزة

 

Related posts

غدا: انطلاق عرض فيلم “أشباح أوروبا” لهيفاء وهبي في قاعات السينما

Rim Hamza

توقيع مذكّرة تفاهم بين الحكومة التونسية و حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الممتلكات الثقافية

لطفي بوشناق : أنا مجنّد لدعم القضية الفلسطينية