شهدت بطولة العالم للسباحة المقامة في سنغافورة خلال الأسبوع الأخير من جويلية 2025 بروز اسم غير مألوف في مثل هذه المنافسات الكبرى، وهو اسم السباحة الصينية يو زيدي، البالغة من العمر 12 سنة فقط.
ورغم صغر سنها، تمكنت ”يو” من تحقيق نتائج لافتة، جعلتها محط أنظار الإعلام والمتابعين، وأثارت في الآن نفسه نقاشًا واسعا حول مدى ملاءمة مشاركتها في هذه المرحلة العمرية.
وأبرزت يو زيدي إمكانيات تقنية وبدنية عالية، تمثلت في بلوغها نهائي سباق 200 متر فراشة، الذي احتلت فيه المرتبة الرابعة، متقدمة على عدد من الأسماء المخضرمة. كما اقتربت من الصعود إلى منصة التتويج في سباق 200 متر أربع سباحات، لكنها أنهت المنافسة في المركز الرابع بفارق ستة أجزاء من الثانية فقط عن صاحبة الميدالية البرونزية.
وكانت يو قد لفتت الأنظار منذ ماي الماضي خلال البطولة الوطنية الصينية، حين حققت توقيتا بلغ 4 دقائق و35 ثانية في سباق 400 متر أربع سباحات، وهو رقم كان كفيلاً بمنحها المرتبة الرابعة في أولمبياد باريس 2024، ما جعل حضورها في بطولة العالم الحالية متوقَّعًا لدى بعض المختصين.
وأمام هذا الأداء الاستثنائي، انقسمت آراء المراقبين والمدربين. فبينما عبّر البعض عن إعجابهم بهذه الموهبة الصاعدة، عبّر آخرون عن قلقهم من دفع طفلة بهذا السن إلى أجواء تنافسية عالية المستوى، مع ما يرافقها من ضغط جماهيري وإعلامي قد يؤثر سلبا على تطورها الجسدي والنفسي، حيث اعتبر المدير الفني للاتحاد الألماني للسباحة، كريستيان هانسمان، أن إشراك سبّاحة في سن الثانية عشرة في بطولة بهذا الحجم هو أمر “مبكر جدًا”.
و على خلفية هذا الجدل، أعلنت الهيئة الدولية للسباحة “World Aquatics” عن نيتها دراسة القوانين الحالية المتعلقة بسن المشاركة في البطولات العالمية، التي تحدد السن الأدنى بـ14 عامًا، مع إمكانية منح استثناءات في حالات خاصة. وأكّد المدير العام للاتحاد الدولي، برينت نوفيكي، أن حالة يو زيدي تستدعي التفكير في آليات إضافية لضمان التوازن بين الاحتراف المبكر والحماية الصحية والنفسية للرياضيين القُصّر.