على مسرح قرطاج: نانسي عجرم تعيد بريق الغياب بتألق وحضور ينبض بالحياة

ثماني سنوات من الغياب لم تُطفئ وهج العلاقة بين نانسي عجرم وجمهور مهرجان قرطاج. بل على العكس، بدا أن هذا الغياب الطويل زاد من توق الجمهور، وجعل من عودتها حدثا استثنائيا انتظره كثيرون، وتجلّى مساء السبت 2 أوت في سهرة أثبتت أن جمهور قرطاج لا ينسى، وأن الغياب الطويل لا يُلغِي مكانة من يستحقها.

في إطار فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، وقفت نانسي عجرم مجددًا على ركح المسرح الأثري، في أمسية أكدت أن بعض الأصوات لا يخفت حضورها، وأن بعض المسافات لا تباعد بين الفنان وجمهوره حين يكون الرابط الحقيقي هو الفن.

 

منذ الساعات الأولى للمساء، كانت ملامح السهرة واضحة: ازدحام في المداخل، جمهور من مختلف الأعمار، ومدارج امتلأت بالكامل قبل ساعات من صعود الفنانة اللبنانية.

عند الساعة العاشرة، دخلت نانسي المسرح على إيقاع أغنيتها الإيقاعية “بدنا نولّع الجو”، فاشتعلت الأجواء بالفعل. الجمهور قابلها بهتاف طويل، تصفيق مستمر، وابتسامات لم تُخفِ فرحة اللقاء بعد انقطاع. كان واضحا أن اللحظة أكبر من مجرد افتتاح حفل: كانت استعادة لحضور افتقده الجمهور، وحنينا لم تُخفِه نانسي نفسها.

 

“اشتقتلكم عن جد. مرّت ثماني سنوات على آخر لقاء، لكنكم دائمًا بقلبـي. شكرًا على هذا الحضور، وشكرًا لإدارة المهرجان على التنظيم”، هكذا خاطبت نانسي جمهورها، بكلمات بسيطة لكن صادقة، اختزلت بها شعورها وسياق عودتها.

 

امتدّ العرض على مدار ساعتين، وقدّمت خلاله نانسي مجموعة مختارة من أغاني ألبومها الجديد “نانسي 11″، أبرزها “يا قلبو”، إلى جانب ميدلي من أنجح أغنياتها التي صنعت بها مسيرتها في العقدين الأخيرين، مثل: “معاك”، “من ده اللي نسيك”، “عم بتعلّق فيك”، و”أخاصمك آه”، “لون عيونك”، “شيخ الشباب”، “حبك سفّاح”، “تيجي ننبسط”، و”الدنيا حلوة”.

تنقّلت نانسي بسهولة بين الإيقاع السريع والرومانسي، وسط تفاعل من الجمهور لم يفتر طوال الحفل. كان الغناء جماعيا تقريبا، حيث ردد الجمهور كلمات الأغاني من بدايتها حتى نهايتها، وكأنهم كانوا شركاء في العرض لا متلقّين.

 

نانسي لم تعتمد على الاستعراض، ولم تُحمّل الحفل مؤثرات زائدة. ما قدّمته كان عرضا موسيقيا واضح الملامح، قائما على حضورها، وصوتها، وتاريخها الفني.

 

في الندوة الصحفية التي تلت السهرة، تحدّثت نانسي بوضوح عن شعورها بعد العودة، وقالت: “سعيدة جدًا بوجودي مجددًا على هذا المسرح. الجمهور التونسي لم يتغير، لا يزال وفيّا، يحب الفن من قلبه، وهذا الشعور هو نفسه الذي لمسته قبل سنوات. عدت برصيد فني أكبر، وغنيت ساعتين، لكن في داخلي كنت أريد أن أستمر لثلاث أو أربع ساعات. الجمهور هو من يدفعنا للعطاء أكثر.”

 

وعند سؤالها عن إمكانية تقديم عمل باللهجة التونسية، أجابت: “أتمنى ذلك، و أنا بانتظار أغنية جميلة أتعاون فيها مع شاعر أو ملحن تونسي. أعلم جيدا كم الجمهور التونسي ذوّاق، وكم يقدّر الفن الحقيقي.”

 

ريم حمزة

Related posts

فيلم قدحة لأنيس الأسود يفوز بجائزة أفضل سيناريو ومهدي هميلي يفوز بجائزة أفضل مخرج في اختتام مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد

root

قريبا: عرض مسلسل هند صبري الجديد “مفترق طرق”

ريم حمزة

بمشاركة أكثر من 500 شركة إعلام و إنتاج وألف إعلامي: دورة استثنائية للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في الرياض

Rim Hamza