غيّب الموت، يوم الثلاثاء 23 سبتمبر الحالي، نجمة السينما في ستينيات القرن العشرين، الممثلة الفرنسية-الإيطالية كلوديا كاردينالي، في مقر إقامتها بمدينة نيمور بضواحي باريس.
وفي بيان مؤثّر، أشار وكيل أعمالها، أدريانو سافري، إلى أن الراحلة تترك خلفها “إرثًا فنيًا وإنسانيًا عظيمًا”، مضيفًا:
“لقد كانت مثالًا للمرأة الحرة والمُلهمة، سواء في مسيرتها الفنية أو في حياتها الشخصية”.
وسارع عدد من المؤسسات الفنية ووسائل الإعلام العالمية إلى نعي كاردينالي، مشيدين بمكانتها كواحدة من أبرز وجوه السينما الأوروبية خلال ستينيات القرن الماضي.
ولدت كلوديا جوزفين روز عام 1938 في تونس لأسرة من أصول صقليّة، قبل أن تعرف فنيًا باسم كلوديا كاردينالي. وقد ظهرت في أكثر من 175 عملًا سينمائيًا، متعاونة مع كبار المخرجين العالميين، من بينهم:
لوكينو فيسكونتي في فيلم “الفهد”،
فيديريكو فيليني في “8½”،
سيرجيو ليوني في رائعة الغرب الأمريكي “كان يا ما كان في الغرب”.
لطالما عبّرت كاردينالي عن انتمائها العاطفي إلى تونس، حيث قالت في تصريح سابق: “أعتبر تونس بيتي الأول، عشت فيها أجمل سنوات الطفولة والشباب… سيدي بوسعيد وقرطاج هما من أروع الأماكن التي أحتفظ بصورها في ذاكرتي. أحب العودة إليهما واستعادة لحظات الطفولة. وبشكل عام، فإن شمال أفريقيا هو الوطن الذي أنتمي إليه.”
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن سبب الوفاة، أفادت مصادر مقرّبة من العائلة بأن كاردينالي كانت تعاني من مشاكل صحية في الفترة الأخيرة. ومن المقرّر إقامة مراسم دفن خاصة خلال الأيام المقبلة، تقتصر على أفراد العائلة والمقرّبين، على أن يُنظّم حفل تأبين رسمي لاحقًا.
وخلال مسيرتها الفنية، التي امتدت لأكثر من ستة عقود، نالت كاردينالي العديد من الجوائز السينمائية المرموقة. كما اختارتها مجلة لوس أنجلوس تايمز ضمن قائمة “أجمل 50 امرأة في تاريخ السينما العالمية”، تقديرًا لجمالها الآسر وحضورها اللافت على الشاشة.