اختُتمت مساء الأحد 5 أكتوبر 2025 فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الوطني للفيلم القصير المحترف “أفلام تونسية قصيرة”، وذلك خلال حفل احتضنته دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة، بحضور عدد من الفنانين والمخرجين والمهنيين في مجال السينما.
تميّز حفل الاختتام بلحظة وفاء وتقدير، حيث تم تكريم روح الفنان الراحل فتحي الهداوي، أحد أعمدة الساحة الثقافية والفنية التونسية، وذلك اعترافًا بمسيرته الحافلة وإسهاماته الكبيرة في دعم الفن السابع.
الجوائز النقدية: فدوى مدلل تتألّق
في قسم المقالات النقدية، فازت الناشطة السينمائية فدوى مدلل بجائزة أفضل مقال نقدي عن نصها الذي حمل عنوان:
«Seuils interdits : entre fantasme et fracture sociale !». وقد لاقى هذا المقال استحسان لجنة التحكيم بفضل عمقه التحليلي وتناوله الجريء لموضوعات اجتماعية حساسة عبر مقاربة سينمائية.
ولم تكتف مدلل بهذه الجائزة، بل حازت كذلك على جائزة أفضل مشاركة في ورشة الكتابة النقدية، وذلك عن مقالها التحليلي حول فيلم “373 شارع باستور” للمخرج إسماعيل.
جوائز المسابقة الرسمية للأفلام:
أما على مستوى مسابقة الأفلام، فقد جاءت الجوائز على النحو التالي:
- جائزة المساهمة التقنية: لفيلم “373 شارع باستور”، إخراج إسماعيل، الذي نال تقدير لجنة التحكيم لجودة عناصره التقنية من تصوير ومونتاج وصوت.
- جائزة أفضل سيناريو: لفيلم “كل سنة مرة”، من تأليف وإخراج علي مروان الشكي، وذلك لتميز النص ببنائه السردي المتماسك وتناوله لموضوع إنساني بطرح بصري جديد.
- جائزة أفضل تمثيل: منحت للممثل أحمد الأندلسي عن أدائه في نفس الفيلم (كل سنة مرة)، حيث قدّم أداءً تلقائيًا ومعبرًا لاقى إعجاب الحاضرين والنقاد.
- جائزة أفضل إخراج: ذهبت إلى المخرج أنيس الأسود عن فيلمه “Loading”، الذي تميز بحرفية إخراجية وتوظيف ذكي للغة الصورة والإيقاع.
لجنة التحكيم: إشادة بمحاولات جادة وتحذير من ضعف النصوص
في كلمة له خلال الحفل، تحدّث هادي خليل، رئيس لجنة تحكيم الأفلام، عن أبرز التحديات التي واجهتها اللجنة أثناء تقييم الأعمال، مشيرًا إلى ضعف مستوى بعض السيناريوهات، وهو ما أثّر سلبًا على جودة عدد من المشاركات.
وقال خليل: “رغم أن الفيلم القصير نوع فني دقيق ويتطلب حرفية عالية وضبطًا في البناء، إلا أن عدداً من المشاركات لم تلتزم بالمواصفات الفنية الأساسية، خاصة على مستوى السيناريو.” ومع ذلك، نوّه بمحاولات جادة وإيجابية تميّزت بها بعض الأعمال، خاصة من حيث التقنيات الإخراجية وتوظيف الموسيقى والصورة.
مشاركة واسعة وانتقاء دقيق
سجّلت الدورة الثالثة عشرة من المهرجان مشاركة 16 فيلمًا قصيرًا، بينها فيلمان وثائقيان، تم اختيارها من أصل 56 فيلمًا مترشحًا للمسابقة الرسمية، ما يعكس حيوية الإنتاج السينمائي القصير في تونس، رغم الصعوبات الإنتاجية والتوزيعية التي تواجه هذا القطاع.