كوثر بن هنية لـ”قبل الأولى”: فيلم “صوت هند رجب” صرخة مقاومة من قلب التراجيديا

 

“لم أختر أن أقدّم هذا الفيلم.. كنت أتمنى لو أن هند ما زالت على قيد الحياة، لكن بعد وقوع هذه المأساة، كان من واجبي أن أروي قصتها”، هكذا عبّرت المخرجة كوثر بن هنية عن دوافعها لإنجاز فيلم “صوت هند رجب”، خلال جلسة نقاش انتظمت يوم الثلاثاء 21 أكتوبر الحالي، بقاعة الكوليزي بالعاصمة، وجمعتها بعدد من الصحفيين.

يروي فيلم “صوت هند رجب” القصة الحقيقية المؤلمة للطفلة الفلسطينية هند رجب، التي كانت تبلغ حوالي خمس أو ست سنوات حينما قُتلت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2024.

لا يقتصر الفيلم على سرد الحادثة بشكل منفصل، بل يعكس المعاناة الجماعية للشعب الفلسطيني وسط القصف والعنف، ويحوّل صوت هند في مكالمتها الأخيرة مع موظفي الهلال الأحمر إلى رمز عالمي للطفولة المهددة والمظلومة.

عُرض الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث استقبل بحفاوة كبيرة من الجمهور، استمر التصفيق بعد عرضه لأكثر من 20 دقيقة.

و حصد الفيلم جائزة لجنة التحكيم الكبرى وعددا من الجوائز الموازية، مما يعكس التأثير العميق الذي أحدثه.

 

 السينما كأداة للمقاومة

وفي تصريح لـ”قبل الأولى”، قالت كوثر بن هنية: “شعرت بالعجز تجاه ما حدث في غزة، ونداء هند المتكرر “أنقذوني” كان كأنه موجه لي وللعالم أجمع، ولم يستطع أحد التدخل. هنا تساءلت: ماذا يمكنني أن أفعل؟ بما أنني مخرجة، كان صنع الفيلم هو إجابتي. أؤمن أن السينما هي جزء من المقاومة، ويجب أن يتردد صوت هند في كل مكان.”

وأضافت: “لم أختر تقديم الفيلم بإرادتي، وكنت أتمنى ألاّ يحدث ما حدث، لكن بعد وقوع هذه المأساة، كان من واجبي أن أروي قصتها. ومن خلال تفاعل الجمهور والمظاهرات التي خرجت من قاعات العرض، أشعر بأن هناك أملا في التغيير.”

و أوضحت “بن هنية” أن العمل واجهته العديد من التحديات، قائلة: “الاستماع لأول مرة إلى تسجيل مكالمة هند كان له تأثير نفسي كبير عليّ، واحتجت إلى بعض الوقت لأستعيد توازني قبل المضي قدما في إنجاز الفيلم. أما من الناحية الإنتاجية، فكان التمويل محدودا، ولم يكن هناك إيمان قوي بالفكرة في بداية المشروع، لكننا استمرينا في العمل خطوة بخطوة”

عن المزج بين الأسلوبين الوثائقي و الروائي، أكدت: “فكرت في أن يكون الفيلم وثائقيا تقليديا، لكنني أردت أن يعيش المشاهد اللحظة التي كان فيها إنقاذ هند ممكنا، وهو شعور لا يمكن للوثائقي فقط أن ينقله. لذلك اخترت إعادة تجسيد الأحداث حول التسجيل الصوتي الحقيقي، ليشعر المشاهد بأنه يعيش اللحظة الحاسمة.”

أمّا عن ردود الفعل في مهرجان البندقية، قالت: “كان التصفيق المتواصل وردود فعل الصحافيين والنقاد فاق توقعاتي، وساعد ذلك في إيصال صوت هند إلى العالم، وهو هدفي الأساسي.”

وعند سؤالنا عمّا أضافه الفيلم لمسيرتها، أجابت: “كل فيلم يمنحني تجربة جديدة، وهذا الفيلم بالذات أعاد لي الأمل في السينما كأداة للمقاومة، وأثبت لي أن الفيلم يمكن أن يحرك الجمهور ويخلق حراكا فعليا.”

وفي ختام حديثها، كشفت المخرجة كوثر بن هنية عن استئنافها تصوير فيلم جديد كانت قد بدأته قبل “صوت هند رجب”، ويتناول التراث التونسي في الأربعينات، ويحكي قصة عائلية مليئة بالأسرار والاكتشافات.

 

ريم حمزة

Related posts

أدهم النابلسي يكشف السبب الحقيقي لاعتزاله الفن

ريم حمزة

جوائز النقاد للأفلام العربية: هند صبري مرشحة لجائزة أفضل ممثلة عن فيلمي “كيرة والجن” و “بنات ألفة”

22 فيلماً في ترشيحات جائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية 2024