قدّم وزير النقل رشيد عامري خلال جلسة استماع برلمانية عرضًا مفصلًا حول وضع قطاع النقل، مؤكدًا تحقيق تقدم ملحوظ في برنامج إنقاذ شركة الخطوط التونسية ” التونيسار” في انتظار الانطلاق في برنامج إعادة الهيكلة الشامل.
وأوضح الوزير أن الأسطول الجوي ارتفع إلى 14 طائرة جاهزة للاستغلال بعد سنوات من التعطّل، مشيرًا إلى أن الهدف هو بلوغ 21 طائرة مع موفى 2026 بفضل برنامج صيانة مكثف وإعادة تشغيل الطائرات المتوقفة.
تحسن تدريجي و تسوية وضعيات الأعوان
وكشف عامري أن الشركة كانت تتكبّد خسائر تناهز 400 ألف دينار يوميًا بسبب ضعف نسبة امتلاء الرحلات التي كانت دون 70%، مشددًا على أن المؤشرات الحالية تشهد تحسنًا تدريجيًا سواء في التنظيم أو خدمات الاستقبال والنظافة، وهو ما ساهم في تدهور وضعها المالي.
وأكد أن العمل جارٍ على تحسين جودة الخدمات، على مستوى الاستقبال وتنظيم الرحلات والنظافة والتسويق، مع إعادة الاعتبار للشركات التابعة للتونيسار وإعادة فتح مركز التكوين بعد توقف دام 10 سنوات. كما شدد الوزير على تسوية وضعيات الأعوان العاملين في إطار المناولة أو العقود، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
مشاريع استثمارية كبرى لتطوير الموانئ
وفي ما يتعلق بالنقل البحري، أعلن عامري عن مشاريع استثمارية كبرى لتطوير الموانئ، على غرار إنجاز الرصيف الصناعي برادس بكلفة 58 مليون دينار، وتحديث الأرصفة وتوسعة المسطحات بموانئ حلق الوادي وسوسة وصفاقس واعتماد منظومات جديدة لمراقبة وتأمين الحركة البحرية. وأضاف أن أشغال تطوير ميناء جرجيس تهدف إلى رفع نسق الرحلات البحرية وتحويله إلى محطة قادرة على استقبال المسافرين والصيانة.
كما أعلن الوزير عن إطلاق تخفيضات هامة لفائدة التونسيين بالخارج بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، تصل إلى 70% في بعض الفترات، في إطار دعم العائلات وتحسين تنافسية أسعار التذاكر.
وشدد عامري على أن الجهود متواصلة في كل من النقل الجوي والبحري والحديدي، مؤكدًا أن تحسين نسب الاستغلال، ومتابعة برامج الصيانة، وتنفيذ المشاريع الاستثمارية، تمثل محور الإصلاحات الرامية إلى إعادة إنعاش قطاع النقل واستعادة دوره الاقتصادي خلال العامين القادمين.