أحيا الفنان صابر الرباعي يوم الخميس 4 سبتمبر الحالي، حفلا فنيا على ركح مسرح قرطاج، ليختتم به جولته الفنية لصيف 2025، التي تنقل خلالها بين مجموعة من المهرجانات الفنية في تونس والوطن العربي.
الحفل، الذي انتظم بمبادرة من الجمعية الرياضية لأعوان وموظفي مجلس نواب الشعب، شهد إقبالا جماهيريا كبيرا، في مشهد عكس المكانة الراسخة التي يحتلها صابر الرباعي في قلوب التونسيين، وخصوصا حين يعتلي ركح قرطاج، الركح الذي طالما احتضن صوته وأغانيه في محطات مفصلية من مسيرته.
افتتح صابر الرباعي السهرة بأغنيته الشهيرة “برشا برشا”، التي أشعلت الأجواء منذ اللحظات الأولى، قبل أن يتوجّه بكلمات محبة وامتنان إلى الجمهور، قال فيها: “أعيادنا دائما مستمرة في تونس، وأعرف جيدا أن في مثل هذه المناسبات يصعب الخروج من البيوت، لكن وجودكم الكبير اليوم يدلّ على أن هناك الكثير من الحب… فأشكركم كثيرا.”
وبما أنّ السهرة تزامنت مع ذكرى المولد النبوي الشريف، غنّى صابر “انزاد النبي وفرحنا بيه” من وحي اللحظة، فامتلأ الفضاء بتصفيق متواصل وزغاريد نسوة غمرت المدارج، في مشهد طغت عليه الروح التونسية الأصيلة، حيث تلتقي الموسيقى بالروحانية في لحظة وجدانية جامعة.
على مدى ساعتين، لم يدّخر صابر جهده في إسعاد جمهوره، فغنّى من أرشيفه الحافل بأغنيات تركت بصمتها في الذاكرة الجماعية، على غرار “دلولة”، “عاشق مغروم”، “يا عسل”، “ببساطة”، “مثلت الحب”، “ألف سلامة”، “أجمل نساء الدنيا”، “خلوني”، “الطفلة العربية”، “عز الحبايب”، “يا اللي بجمالك”، “اتحدى العالم”، “صرخة”، وجينيريك مسلسل “صيد الريم”، الذي استُقبل بكثير من الحنين والتصفيق.
ولم تغب روح الوفاء عن السهرة، حيث خصّ الفنان الراحلة صليحة بكوكتيل غنائي حمل عبق الماضي وأصالة الأغنية التونسية.
كما قدّم من أعماله الحديثة أغنيتي “ماذا لو؟” و”أنا شايخ”، مؤكّدًا من خلالهما استمراريته الفنية وتجدده الدائم، قبل أن يختتم الحفل بأغنيته “سيدي منصور”، التي أشعلت الركح رقصا وتصفيقا وغناءً، وارتفعت معها أصوات الجمهور في لحظة جماعية صاخبة، ختمت السهرة على إيقاع الفرح.
حفل صابر الرباعي على مسرح قرطاج لم يكن مجرد محطة فنية في نهاية جولة صيفية، بل كان احتفالا بالحب الذي يجمع الفنان بجمهوره، وبالذاكرة المشتركة التي تتجدّد في كل لقاء.
ريم حمزة