ينطلق عرض فيلم “قدحة” للمخرج أنيس الأسود في قاعات السينما التونسية يوم 28 سبتمبر الحالي، وقد سبقه عرض خاص بالصحفيين، انتظم مؤخرا، بحضور أبطال الفيلم ومخرجه.
وكان هذا الفيلم قد حاز على مجموعة من الجوائز في مهرجانات دولية أبرزها أحسن عمل أوّل في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بالمملكة المغربية والجائزة الكبرى Golden Slipper في الدورة 62 للمهرجان العريق المندرج ضمن المهرجانات العالمية لسينما الأطفال و الناشئة ( Zlin Film Festival بالجمهورية التشيكية)، وسعفة لجنة التحكيم لأفضل فيلم بمهرجان تورونتو للفيلم العربي بكندا.
ويتناول الفيلم قصة الطفل قدحة (12 عاما) الذي يتعرض لحادث سير ولا تجد أمه المال اللازم لعلاجه، بعدما هاجر زوجها بطريقة غير شرعية، لكن القدر يسوق لها عائلة ثرية تتكفل بالمصاريف، وبعد خروج الطفل من المستشفى يذهب مع شقيقته الصغيرة وأمهما للعيش في مزرعة تلك العائلة التي توفر العمل والمال للأم، ولا يعرف قدحة سر هذا الكرم إلا متأخرا.
التقينا المخرج أنيس الأسود، الذي تحدّث إلينا عن الفيلم وعروضه في تونس وعن جولاته القادمة في المهرجانات السينمائية، فكان الحوار التالي:
- ينطلق يوم 28 سبتمبر الحالي، عرض فيلم “قدحة” في قاعات السينما التونسية، بعد جولة في أهم المهرجانات العالمية وتتويج بعدّة جوائز هامة؟
هذه فرحة كبيرة لكل فريق عمل الفيلم من منتجين وتقنيين وكذلك للمخرج، وقد حرصت كمخرج على ضمان جودة العروض في قاعات السينما التونسية…
- ولماذا لم تكن انطلاقة الفيلم من تونس ثم إلى العالم؟
كنت أتمنى ذلك منذ الدورة الفارطة لأيام قرطاج السينمائية، ولكن تم اختيار الفيلم بالخارج وانطلقت عروضه من مهرجان القاهرة السينمائي وهو مهرجان صنف A في العالم، كنت أتمنى أن تكون أسبقية العروض لأيام قرطاج السينمائية لكن كانت من نصيب المصريين، فهم احتفوا بالفيلم وقاموا بتكريمه وتكريم مجهود الممثلين والتقنيين والمنتجين الذين وضعوا طاقاتهم وخبراتهم في هذا الفيلم.
- وكم استغرقت تحضيرات الفيلم؟
كانت هناك الكثير من التحضيرات وخاصة على مستوى الكاستينغ، فالعمل مع الأطفال صعب وخاصة الطفل الذي تدور حوله الأحداث وهو قدحة الذي صوّر معنا على امتداد 8 أسابيع، فالفيلم تدور أحداثه حول الأطفال وخاصة “قدحة”، فهو روح الفيلم وكذلك شخصية أسامة نظيره في الفيلم…
- القضية التي تناولها الفيلم حساسة، فهل تم الانطلاق من قصة واقعية؟
“برشا واقع” في هذا الفيلم وهو مستوحى من حوادث وقعت، دون أن أخوض في التفاصيل حيث هناك أشياء حدثت قريبة من حياة بعض الناس، وهذا الفيلم مزيج بين الواقع والدراما ومستوحى من الكثير من التجارب التي وقعت حيث هناك من كشف لنا أسرار عائلات وأسرار تونس، وقد حاولنا تجسيمها في هذا الفيلم من خلال وجهة نظر طفل عمره 12 سنة، والفيلم هو عبارة عن فسحة بصرية من خلال عيني الطفل “قدحة” وكيف يعيش عالمه؟ وكذلك تجربته في هذا الفيلم، وهذا ما جعلنا نكتب الفيلم بهذه الطريقة… في الحقيقية ننتظر أن يقبل الجمهور على عروض الفيلم ويشاهدونه مع عائلاتهم فهو فيلم للكبار لكن يمكن للأطفال مشاهدته أيضا.
- وكيف تم اختيار الممثلين؟
في الحقيقة كان هناك الكثير من العمل حيث اخترت مجموعة من الأطفال وامتد الكاستينغ حوالي سنة إلى أن وجدت الأطفال الذين شاركوا في العمل، وقد اخترت لكل دور ما يقارب 3 أطفال واشتغلت معهم ما يقارب 3 أشهر.. اشتغلنا على كل السيناريو حيث تدرب الأطفال على نفس المشاهد وقدمنا في العمل، وكان هناك أيضا التدريب على الرماية وهذه مرحلة أخرى كانت مع مختصين في الرماية، واشتغلنا ما يقارب شهرين والكل تدرب، وكانت هناك فرصة لأشتغل على الحوارات وكيف تتحدث كل شخصية؟ و كيف تتفاعل مع الحديث؟ مع احترام نفسية كل طفل، وهذا ساعدني على مستوى كتابة الحوار حيث قدمنا حوارات حقيقية تخرج من حنجرة الطفل وليست من نص السيناريو وكلّ ذلك جعل الفيلم ينضج على نار هادئة…
- “قدحة” هو فيلمك الروائي الطويل الأول، وقد تحصل على العديد من الجوائز من مختلف المهرجانات الدولية ، فماذا تعني لك هذه الجوائز؟
هي اعتراف بعمل التقنيين والممثلين والمنتجين، والأكيد بعمل المخرج لأنه بمثابة قائد الفرقة الموسيقية، و الفيلم يكون من وجهة نظره…
- وما هي جولات فيلم “قدحة” القادمة؟
الفيلم لديه الكثير من الجولات في الفترة القادمة، ومن المنتظر أن يشارك في 37 مهرجانا ما بين أمريكا من خلال 3 مهرجانات هامة وكندا والبرازيل والمكسيك، والفيلم يترجم حاليا باللغتين الإسبانية والبرتغالية، وهذا أسعدني كثيرا لأنني سأشاهد فيلمي مترجما ومدبلجا بلغات أخرى.. لدينا مشاركات في الهند واليابان وفي روسيا من خلال مهرجان مهم لا يمكن أن أعلن عن هذه المهرجانات لأنّها هي التي تعلن عن الأفلام التي تم اختيارها، لدينا أيضا جولة في أوروبا من خلال فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وبولونيا وهولندا والدنمارك وانقلترا وغيرها من المهرجانات، لدينا مشاركات في مهرجانات عربية كسلطنة عمان والسعودية والإمارات، وكان للفيلم مؤخرا مشاركة في الأردن والقدس وقريبا سيكون في مهرجان بالعراق و كذلك هناك مشاركات في افريقيا كما عرض مؤخرا بأستراليا…
- كلمة الختام؟
أريد أن اقول إن فيلم “قدحة” يمكن أن يشاهده كل أفراد العائلة كما يمكن للمعلمة أن تصطحب تلاميذها ويشاهدون الفيلم ثم يتناقشون حوله، حيث تطرقنا إلى عدة مواضيع لكن ضمن قواعد العائلة التونسية…
حاورته: ريم حمزة
تصوير ومونتاج: رفيق بودربالة