ينطلق عرض الفيلم الروائي “إلى عالم مجهول” (To a Land Unknown) للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل في القاعات التونسية ابتداءً من 4 جوان 2025، حاملاً معه وجع اللجوء ومعضلة الهوية في دراما إنسانية داكنة ومؤثرة.
يأخذ الفيلم المشاهد إلى أثينا، حيث تتقاطع مصائر شاتيلا ورضا، وهما ابنا عم فلسطينيان تقطعت بهما السبل في انتظار فرصة للهروب نحو ألمانيا. يحلمان بمستقبل أفضل، ويجمعان المال بشق الأنفس لشراء جوازات سفر مزورة، لكن الطريق إلى “العالم المجهول” محفوف بالخسارات.
عندما يُدمن رضا المخدرات ويفقد كل ما جمعاه من مال، يتورط شاتيلا في خطة متهورة ومفجعة: يتظاهر بأنهما مهربان ويأخذ رهائن، كل ذلك في محاولة يائسة للفرار من واقع محكوم بالعنف واللاجدوى.
بأسلوبه السينمائي الخاص، يواصل مهدي فليفل اشتغاله على ثيمة الهجرة القسرية والشتات الفلسطيني، مستكشفًا في هذا العمل الجديد الحدود النفسية والإنسانية القصوى التي قد يبلغها من لا يملك شيئًا ليخسره. فالفيلم لا يروي فقط رحلة للهروب، بل يغوص في عمق الاضطراب الداخلي لشخصيتين تعيشان على هامش المدن والكرامة.
يمزج “إلى عالم مجهول” بين التوثيق الشعوري والحبكة الروائية في عمل يلامس الحقيقة القاسية، دون أن يفقد البعد السينمائي الجمالي. وقد لاقى الفيلم اهتمامًا نقديًا في عدة مهرجانات دولية منذ عرضه الأول، ويُعدّ من أبرز الأعمال العربية التي تناولت سؤال اللجوء بطريقة غير تقليدية.
انطلاقا من 4 جوان، تدعوكم قاعات السينما التونسية إلى مشاهدة هذا الفيلم الذي لا يكتفي بسرد الحكاية… بل يضعنا وجهًا لوجه مع ما يعنيه أن تكون إنسانًا في عالمٍ لا يعترف بك.