بعد ترميمه في 2024 من قبل الأرشيف الفرنسي للسينما، يُعرض فيلم “كاميرا عربية” للمخرج التونسي فريد بوغدير لأول مرة عالميًا في مهرجان “السينما المستعادة” بمدينة بولونيا الإيطالية، ضمن قسم “الوثائقيات المستعادة”، وذلك يوم 24 جوان 2025.
الفيلم، الذي أُنتج سنة 1987، واجه سابقًا رفضًا من عدة مهرجانات أوروبية معنية بالأفلام الكلاسيكية المرممة، رغم دقة ترميمه (4K). ويُعتبر هذا العمل أول فيلم وثائقي طويل يوثق “الموجة الجديدة” في السينما العربية، التي برزت بعد حرب 1967، متأثرة بتجربة يوسف شاهين، ومواجهة للسينما التجارية المصرية آنذاك.
يضم الفيلم شهادات ومقاطع لأسماء بارزة مثل ميشيل خليفي، عمر أميرالاي، عبد اللطيف بن عمار، ويوسف شاهين، إلى جانب الراحل برهان علوية ومقطعه من فيلم “كفر قاسم”، الذي قد يكون سببًا في تأخر عرضه دوليًا.
يُعد “كاميرا عربية” الجزء الثاني من مشروع بوغدير الوثائقي، بعد “كاميرا أفريقيا” (1983)، وكلاهما يمثلان توثيقًا سينمائيًا لأطروحته في السوربون حول السينما العربية والأفريقية الجديدة. ويشيد بوغدير بمونتاج الفيلم الذي أبدعته مفيدة التلاتلي قبل دخولها عالم الإخراج.
بوغدير أعرب عن سعادته بعودة فيلمه إلى الواجهة، معتبرًا اختيار مهرجان بولونيا خطوة مهمة، خاصة في ظل إشادة مدير المهرجان جيان لوكا فارينيلي، الذي وصف “كاميرا عربية” بـ”الفيلم الثمين”. ومن المنتظر أن يُعرض الفيلم لاحقًا في تونس ضمن أيام قرطاج السينمائية في ديسمبر 2025.