في أجواء صيفية دافئة تعبق بعبير الفن وتاريخ المكان، شهد قصر العبدلية بالمرسى انطلاق تظاهرة ثقافية جديدة تُعنى بإحياء فن المالوف، تحت عنوان “العبدلية تشدو بالمالوف”. هذه الدورة التأسيسية، التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية، انطلقت يوم السبت 21 جوان وتستمر حتى 24 من الشهر نفسه، احتفاءً بتراث موسيقي مشترك في قلب اليوم العالمي للموسيقى.
الفعالية تسعى إلى إعادة إحياء المالوف كجسر فني يربط بين شعوب المغرب العربي، ويعكس عراقة الإرث الأندلسي الذي لا يزال حيًا في الذاكرة الجماعية للمنطقة.
على مدى أربعة أيام، يتحول قصر العبدلية إلى منبر للموسيقى الراقية، من خلال سلسلة عروض ولقاءات فنية تُعيد لهذا اللون الموسيقي بريقه وتُقدّمه برؤية معاصرة.
افتُتحت السهرات بعرض “فوندو” بقيادة الفنان سفيان الزايدي، تلته ليلة جزائرية بامتياز مع فناني سوق أهراس، بينما خصصت الليلة الثالثة لفن المالوف الليبي بمشاركة فرقة السرايا للمالوف والموشحات، وصولًا إلى ختام تونسي أصيل مع الفنان نذير بواب.
هذه التظاهرة ليست مجرد عروض موسيقية، بل هي محاولة واعية لربط الأجيال الحديثة بجذورها الثقافية، وتعزيز حضور المالوف في المشهد الفني المعاصر، بوصفه لغة روحية جامعة بين الشعوب.