لم يعد ظافر العابدين يكتفي بالوقوف أمام الكاميرا، بل بات واحدًا من الفنانين العرب الذين يختبرون السينما من زوايا متعددة، واضعًا بصمته كممثل ومخرج في آنٍ واحد. فبعد نجاحه في تجربتيه الإخراجيتين السابقتين، يضيف العابدين محطة جديدة إلى مسيرته السينمائية بفيلمه الروائي الثالث “صوفيا”.
الفيلم يشكّل تجربة خاصة في مسار العابدين، إذ يعود إلى نص كتبه قبل أكثر من عقد من الزمن، لكنه ظل مؤجلًا بسبب تعقيدات إنتاجية. و مع تغيّر الظروف واتساع حضوره الفني، قرر المضي قدمًا في المشروع، متحملًا تكاليف إنتاجه، في خطوة تعكس إيمانه بالعمل ورغبته في إخراجه إلى النور.
ينتمي “صوفيا” إلى الدراما الاجتماعية، ويغوص في تعقيدات العلاقات الإنسانية عبر قصة رجل يواجه تبعات الهجرة غير الشرعية، وانفصال عائلي يترك أثره على طفلة تحاول ترميم ما تصدّع بين والديها. وتتنقل أحداث الفيلم بين تونس وبريطانيا، حيث استغرق تصويره نحو ستة أسابيع.
ويشارك في بطولة العمل إلى جانب ظافر العابدين كل من جيسيكا براون فيندلي، قيس السني، هبة عبوك، وأليكس ماكوين، بينما حظي الفيلم بعرضه العالمي الأول ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في خطوة تعكس حضوره على خريطة المهرجانات الدولية.
وبالتوازي مع نشاطه السينمائي، يواصل ظافر العابدين حضوره في الدراما التلفزيونية، حيث يوجد حاليًا في بيروت لتصوير بطولة المسلسل الرمضاني “ممكن”، الذي يجمعه بالفنانة نادين نسيب نجيم، تحت إدارة المخرج أمين درة، ومن إنتاج صادق الصباح.
بهذا التوازن بين السينما والدراما، يواصل ظافر العابدين ترسيخ صورته كفنان لا يكرر نفسه، ويبحث باستمرار عن مساحات جديدة للتعبير والإبداع.
