المخرجة الفلسطينية نجوى نجار تكشف كواليس أزمة لجنة التحكيم في أيام قرطاج السينمائية

صرّحت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، رئيسة لجنة التحكيم الدولية للدورة السادسة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية، أن المهرجان كان ولا يزال أكثر من مجرد تظاهرة سينمائية، بل فضاءً تاريخيًا لحرية الفكر والتعبير والوعي الثقافي.

وأوضحت نجار أن إدارة المهرجان، برئاسة محمد طارق بن شعبان، نجحت في تقديم اختيار مدروس يضم 14 فيلمًا من إفريقيا والعالم العربي، في مرحلة حساسة تمر بها المنطقة، في ظل ما تشهده فلسطين من إبادة جماعية ومعاناة متواصلة لشعوب المنطقة، وهو ما أعاد التذكير بالدور الرمزي والثقافي العميق الذي اضطلع به مهرجان قرطاج عبر تاريخه.

وأشارت رئيسة لجنة التحكيم إلى أن اللجنة الدولية تابعت الأفلام المشاركة على مدى خمسة أيام بكل جدية ومسؤولية، وخاضت نقاشات معمّقة وصريحة، استمرت المداولات النهائية بشأنها ست ساعات متواصلة. وأكدت أن جميع أعضاء اللجنة عملوا بشكل تطوعي، وبذلوا وقتهم وجهدهم الشخصي والمهني، حرصًا على ضمان حكم عادل ونزيه، خاصة في ظل الشائعات التي رافقت هذه الدورة.

وبيّنت نجار أن لجنة التحكيم قامت بصياغة أسباب مكتوبة وواضحة لاختيارات الأفلام الفائزة، وتم تسليم القائمة النهائية للجهات المعنية قبل يوم من حفل الختام. غير أنها كشفت أنه في صباح يوم السبت، تلقت اللجنة اتصالًا يفيد بأن الإعلان عن الأفلام الفائزة وتسليم الجوائز سيتم من قبل أشخاص من خارج لجنة التحكيم، وهو ما اعتبرته اللجنة إجراءً غير مألوف في المهرجانات الدولية، ما دفعها إلى رفضه.

وأكدت نجار أن لجنة التعاون الدولي لعبت دورًا إيجابيًا في نقل مخاوف هيئة التحكيم بحسن نية، مشيرة إلى أن الحوار معها لا يزال قائمًا، إلا أن القرارات النهائية المتعلقة بشكل الحفل اتُّخذت على مستوى مؤسسي وإداري خارج صلاحيات إدارة المهرجان المباشرة.

وفي محاولة لتفادي الأزمة، اقترحت هيئة التحكيم حلًا وسطًا يقضي بقراءة دوافع الجوائز من قبل اللجنة، على أن يتولى الضيوف تقديم الجوائز، وهو المقترح الذي تمت الموافقة عليه مبدئيًا خلال بروفة في دار الأوبرا. إلا أن اللجنة فوجئت لاحقًا بالتراجع عن الاتفاق والتمسك بالقرار الأول، مع استبعاد قراءة دوافع لجنة التحكيم، الأمر الذي دفع الهيئة إلى إبلاغ الجهات المعنية بأن ذلك قد يؤدي إلى غيابها عن حفل الختام.

وأضافت نجار أن أعضاء اللجنة انتظروا حتى الساعة التاسعة والربع مساءً في ردهة الفندق أملًا في فتح باب الحوار مجددًا، لكن دون جدوى، ما دفعهم إلى اتخاذ قرار جماعي بعدم حضور حفل الختام.

وختمت نجوى نجار تصريحها بالتأكيد على أن قرار لجنة التحكيم لم يكن اندفاعيًا، بل نابعًا من موقف مبدئي وأخلاقي، مشددة على أن لجان التحكيم تمثل جوهر نزاهة أي مهرجان سينمائي، وأن احترام دورها شرط أساسي للحفاظ على مصداقية المهرجانات ومكانتها الثقافية، لا سيما المهرجانات العريقة مثل مهرجان قرطاج السينمائي.

Related posts

حضور تونسي متميز في مهرجان البندقية السينمائي الدولي

قائمة الأعمال المشاركة في الدورة 22 من مهرجان الأغنية التونسية

اختيار التونسية ليندا بلخيرية مديرة لمتلقى القاهرة السينمائي في نسخته التاسعة

root

Leave a review